ما يجري في محافظة لحج كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة؛ فجائع لعائلات واسر من خيرة شباب لحج من ضباط وكوادر شرفاء في الأمن والجيش.. يتم تصفيتهم واغتيالهم بصمت، وهدوء كل ساعة، وكل يوم، من أمام المساجد.. من أمام سياراتهم.. في الشوارع وهم مارون في السوق.. في محلات الحلاقة.. في البقالات.. خيرة شباب وكوادر البلد يتم تصفيتهم والقيادات والسلطة تتفرج لا تفعل شيئاً، ولا حتى تعليق، أو تصريح، أو أي شيء..

لا يكاد يمر يوم في لحج الخضيرة لحج المدينة التي كانت حاضرة السلاطين والتاريخ والفن والفل والأمان والفرح- كانت في الماضي القريب- أما اليوم فلا يكاد يمر يوم من دون أن تأتي دراجة نارية أو سيارة عليها مسلح أو اثنان ملثمون, يطلقون النار على الضحية في وضح النهار وأمام الملأ ويلوذون بالفرار بكل سهولة وهدوء في مشهد مروع مخيف، يتكرر كل يوم بنفس الطريقة والروتين اليومي, دون أن تتحرك قيادة وأجهزة أمن المحافظة بفعل أي شيء.. أي شيء يذكر لوقف عمليات الإعدام والقتل الممنهجة المنظمة التي تحصل لشرفاء الجيش والأمن والشخصيات المحترمة كل يوم في لحج.. في تواطئ واضح وفاضح من قيادة ومدير أمن لحج الذي يقال انه أمر بتسريح آلاف الجنود والضباط من العمل وترك المحافظة بلا أمن وبلا حماية بشكل متعمد ومخطط له ومدروس وأمر منتسبي الأمن والجيش وألزمهم بالبقاء في بيوتهم مقابل أن يستلموا نصف رواتبهم أو أقل ويستلم هو وعصابته الفاسدة التي تشاركه إدارة أمن المحافظة "يلهفوا" هم معظم مرتبات وميزانيات المحافظة..

 ***

إن مدير أمن لحج وباقي قيادة الإدارة والمحافظ وكل المسؤولين في هذه المحافظة المنكوبة يقومون بخيانة عظمى للوطن بتسريحهم آلاف وما نسبته أكثر من ٨٠% "كما يقال" من قوام وحجم أجهزة الأمن في المحافظة وجعل المحافظة هكذا بلا حماية ولا أمن وبلا جنود ولا ضباط..

مسؤولو لحج وقيادتها المحلية لا يقومون بواجباتهم بخدمة المحافظة وأبنائها وتسيير وحماية مصالح الناس.. ما الغرض لقيادات ومسؤولي المحافظة من هذا التصرف وهذا التسيب وهذه الخيانة للأمانة والمسؤولية التي منحت لهم, ما الذي يجري بالضبط في هذا البلد؟, إلى أين يقودون البلد, إلى أين سيوصلوننا؟ وهل قائد أمن لحج يتصرف بمفرده أم انه ينفذ مخططاً خطيراً يستهدف أمن المحافظة ويمهد لإسقاطها لعصابات وفوضى أسوة بما حصل لأبين في الأمس القريب؟.. ما الذي يفعله هادي بالبلد, إلي أين يقودنا هادي ورجاله وبقايا نظام صالح المخلوع بسياساته الخطيرة الغبية الخبيثة هذه؟, إلى أين يا هادي؟!..