;
د.عبدالسلام الصلوي
د.عبدالسلام الصلوي

متى تتوحد طاقات العرب ضد العدو المشترك إسرائيل؟ 1325

2014-08-04 07:42:08


للإسرائيليين سجلٌ حافلٌ في تدمير القرى والمنازل والمدارس الفلسطينية وفي ارتكاب أبشع المجازر ضد المجازر ضد الفلسطينيين العزل من أطفال ونساء في كل القرى والمدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين منذ العام 1948م ابتداءً من مجزرة دير ياسين والتي ذبح سكانها رجالاً ونساءً وأطفالاً البالغ عددهم أربعمائة فلسطيني من قبل عصابة الأرجون بناءً على تعليمات رسمية وكان ذلك بمثابة بداية غزو فلسطين وشرق الأردن استناداً ما أعلنته عصابة أرجون الإرهابية لم ينقذ أهل دير ياسين أنهم مسالمين ومحايدين في النزاع كان موقع القرية مطلوباً لإقامة مهبط طائرات.

وقد جرى منذ تلك الفترة خلق الحقائق عن طريق الاعتماد على قوة السلاح لتحقيق أهدافهم والتركيز على شن مزيجاً من الحرب النفسية والإرهابية والهجومية بموجب خطة "دالت" للاستيلاء على كل فلسطين وتحطيم المجتمع العربي الفلسطيني، إن إسرائيل تزعم أن لها الحق في اللجوء إلى القوة حين يخطر لها أن سلامتها مهددة، وميثاق الأمم المتحدة يجيز اللجوء إلى القوة فقط في حالة وقع هجوم مسلح.

إنما هي إسرائيل التي يطلب من العرب تقبلها وتطبيع العلاقات معها؟ فيما يتعلق بالسكان فالهدف تجميع يهود العالم في أرض مغتصبة.. وفيما يتعلق بالمساحة فالقوة العسكرية تقرر مداها.

كان هدف إسرائيل منذ نشأتها الاستيلاء على كل فلسطين حتى نهر الأردن كمرحلة أولى وتحطيم قدرة الدول المجاورة لها عسكرياً وإضعاف مكانتها في العام العربي وضم المزيد من الأرض العربية وبسط سيطرتها على أملاك العرب من العقارات والأراضي الزراعية الخصبة ومصادر المياه الخاصة بدول الجوار مثل نهر الليطاني ومنابع نهر الأردن وبحيرة طبرية وذلك لضمان أمنها وقابليتها الاقتصادية للحياة.

إن ما حدث ويحدث في فلسطين هو قضية أخلاقية فوق كل شيء آخر وكانت ومازالت خطيئة العرب أنهم ضعاف ودفع العرب في سنة 1948م ثمناً غالياً بسبب ضعفهم، فقد محي اسم جزء من إرثهم هو فلسطين من الخريطة.. واقتلع ملايين من أبناء جنسهم هم الفلسطينيون العرب من جذورهم وأجبروا على مغادرة بيوتهم والأرض التي هي أرضهم منذ القدم، وأقيمت في قلب الوطن العربي دولة غريبة هي إسرائيل وهي رمز للظلم الدولي الذي أرتكب ومصدر لنزاع دائم وكراهية.

 إن إسرائيل وليدة ظلم وقع على العرب لا لخطأ ارتكبوه سوى عجزهم عن التصدي لانقضاض الصهيونية العالمية مدعومة بقوة ودعم الغرب العسكرية والسياسية ومستندة على تأييد الولايات المتحدة السياسي والمالي والعسكري، وفضلاً عن الأساس الأخلاقي لرفض الأمر الواقع فإن الأمر الواقع الإسرائيلي لم يكتمل إنه عملية مستمرة في سلسلة من الجولات تتيح موقعاً أكثر ملائمة للقفز إلى مزيد من العدوان على القانون والنظام الدوليين. إن روح القتال والعنف "متغلغلة" في الذهنية الإسرائيلية، لقد رفضت إسرائيل تبيان حدودها الإقليمية وتفسير ما تعنيه بالحدود الأمنية. فإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم توضح حدودها، ولماذا تحددها وهي تستطيع اللجوء إلى السيف لتوسيعها وقد رفض بن جوريون الاقتراحات لتوضيح حدود الدولة في وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل.

إن الجماهير العربية أفراداً وأحزاباً منظمات في هذا الوطن الكبير تؤمن إيماناً راسخاً لأي تزعزع عن رفضها للكيان الصهيوني لاعتبارات وحقائق عدة أهمها إن إسرائيل دخيل مفروض بالقوة على العالم العربي وترتبط بالقوى الأجنبية، وأن إسرائيل دولة توسعية لا يعرف حد لتوسعها. وإن إسرائيل معسكر مسلح سمتها العنف وطبيعتها العدوان وتمارس نفوذاً مفرطاً على الحكومات والرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة، كما إن إسرائيل تقوض جهود العرب للبناء الاجتماعي والاقتصادي وعائق كبير في مقومات التنمية في الوطن العربي.

ولذلك لابد من توجيه هذا النداء لكل الحكام العرب وخاصة ممن ترتبط دولهم بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل وكذلك الحكام العرب الجبناء والعملاء للغرب وللولايات المتحدة نقول لهم عودوا إلى رشدكم وأيقظوا ضمائركم التي طال سباتها وكفروا عن خطاياكم بانتهاج مواقف شجاعة وجريئة تخدم القضايا العربية المصيرية وأهمها القضية الفلسطينية والتلويح لقرارات ذات بعد استراتيجي وأهمها قرارات المقاطعة العربية للبضائع الأميركية ومقاطعة الشركات الأوروبية والأميركية التي لها علاقات تجارية واقتصادية مع إسرائيل وإلغاء التطبيع التجاري أو السياحي مع العدو الإسرائيلي وقطع وتجميد العلاقات الدبلوماسية والاتفاقيات التي تربط بعض الدول العربية بالعدو الصهيوني، وأخيراً التلويح أو التهديد بتخفيض إنتاج النفط والغاز من قبل الدول العربية المنتجة من أجل غاية سامية وهو تحقيق مكاسب سياسية تحدث انفراجاً تقود إلى حل عادل لقضية العرب الكبرى ـ القضية الفلسطينية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني واتخاذ موقف عربي موحد تجاه العدو المشترك للعرب والمسلمين إسرائيل وحلفائها، واتخاذ خطوات جريئة وشجاعة من قبل القادة العرب لإعادة هيكلة الجامعة العربية ونظامها الأساسي وتفعيل دورها بما يلبي آمال وتطلعات الجماهير العربية وتشكيل برلمان عربي فاعل أسوة بالبرلمان الأوروبي وإعادة تفعيل ميثاق الدفاع العربي المشترك وإزالة الحواجز المصطنعة بين الدولة العربية وتسهيل تنقل المواطنين العرب بين الأقطار العربية والاستفادة من تجربة الدولة الأوروبية الناجحة والتي أثمرت بقيام الاتحاد الأوروبي.

كل هذه الآمال والأماني التي تراود كل عربي شريف يفخر بانتمائه إلى هذا الوطن العربي الكبير, لكن تلك الآمال والأماني ما هي إلا أضغاث أحلام في ظل الواقع العربي المخزي الذي نعيشه وحالة التشرذم العربي الحالي والفرقة والتشتت، وإن التضامن والتكامل والوحدة العربية صارت بعيدة المنال.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد