نتجرع في هذه البلاد ألوان وأشكال العذاب والألم والوجع؛ حتى بات الخروج منها حلماً يراود كل ذي لب..
رجاءً "اللي عايز" يتفلسف يجلس على رصيف الفلسفة براحته وليغني بصوته الشجي وحده: "بلادي وان جارت عليَّ عزيزة".. أما أنا فقد فاض بي الكيل وبلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر, لا أريد هذا الوطن, لا أريد هذه البلاد.. ربااااه الموت أهون من هذا العذاب "يا مالك ليقض علينا ربك"..
بلد لا تحترم فيها كرامتي ولا اجد فيها حاجتي ولا تقضى فيها مهمتي؛ لا أمن يحميني ولا قوت يكفيني, ما الذي يربطني بها؟!.
وبعد هذا كله لا تستغربوا إنْ وجدتكم شباب هذا البلد تستقطبهم جماعات إرهابية أو تخريبية, فلا شيء يربطهم بهذا البلد ومن سيوفر له احتياجاته, سيكون تبعاً له..
تقول إحدى الأمهات: اذا طلب مني ابني فلوساً ولم أعطه لقلة ما في اليد, يهددني ويقول "والله شاسرح لي الحوثي اخرج".. وأخرى افتقدت ولدها لمدة أسبوع وبعدها وجدته بمعية جماعة إرهابية كانت ستجنده لمحاربة الدولة.
لست يمنياً ولا أريد أن يشهد التاريخ أني يمني.. أنا جني من بلاد الجن.. أنا من كوكب زحل.. أنا من بلاد واق الواق..
أيها النظام المجرم؛ أيتها الحكومة الغارقة في مستنقع العار: شلوا لكم البلاد بكلها وأعطونا تصريحاً بالمغادرة من وطن البؤس والشقاء وتنعموا واستمتعوا "واحنا لنا الله"..
أحلام القبيلي
بلاد الجُرع!! 1539