العيد عيد العافية..
عيد القلوب السالية..
واحنا لا عافية ولا قلوبنا سالية.
ولأن الفرح بالعيد سنة حاولت وحاولت وحاولت أن أفرح وأصطنع الفرح, لكن دون جدوى.
الفرح معنى إنساني نسيناه وافتقدناه, لم يعد له طعم ولا لون ولا رائحة, لم نعد نعرف عنه سوى اسمه..
سامحنا يارب, لم نستطع إلى الفرح سبيلا, قلوبنا موجعة و نفوسنا متعبة وحالتنا مزرية, على جميع الأصعدة والمستويات؛ المستوى الشخصي والوطني والعربي والإسلامي.
وها قد زرتنا يا عيد
وكان الحزن عواده
وياما اشقى من الأحزان
تزوره يوم أعياده
حتى الأطفال الصغار رأيتهم في العيد ووجوههم شاحبة والبؤس في عيونهم والضحكة ماتت على شفاههم, وحاولت بكل الوسائل أن أحرك فيهم مشاعر ظننتها نائمة أو غائبة عن العيد, فتحت لهم الأناشيد, وصفقت, ودعوتهم للرقص واللعب, دون جدوى.. كانوا ينظرون إلي باستغراب وتعجب.. لم يعد يسعدهم شيء سوى أن تعطيهم عسب العيد, شرط أن يكون العسب فلووووس.
ومضت ساعات العيد سريعة, وتفاجأنا بعسب الحكومة؛ حكومة البلاء؛ حكومة العار.. جرعة جديدة وكأنهم لا يسعدون إلا بشقائنا, ولا يطربون إلا بإهانتنا, ويسعون جاهدين لقتل كل ما تبقى من آثار الفرح في حياتنا.. على الأقل خلونا نعيد.. "الله لا ألحقهم خير".
أحلام القبيلي
من وحي العيد 1616