إنَّ الاكتفاء بإحراق الإطارات في بعض شوارع صنعاء, هو فعلٌ احتجاجي آني, أقرب إلى (التنفيس) منه إلى (التغيير)!.
إنَّ المطلوب (إحراق) ثقافة الخنوع, وتجفيف منابع ثقافة التزلف, والتعصب الحزبي, والطائفي, والسلالي؛ عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية والثقافية.
وفي هذا الصدد, أُذّكِر بما كنت قد نبهت إليه سابقًا: بضرورة إيجاد مؤسسات حديثة لا عصبيات مصطنعة, وتسامح سياسي لا ثأر سياسي, والاعتراف بالآخر لا نفيه, ومشاركة سياسية لا تعبئة سياسية!.
نعم لحضور تنوع سياسي لا استقطاب اجتماعي, وتعايش مجتمعي لا نزاعات قبلية, وثقة سياسية لا شك سياسي, وفاعلية حزبية لا أبوية حزبية مُكبِلة, واقتدار سياسي لا عجز نخبوي وحركي!
وفي هذا الصدد, أقول لماضغي (القات) ومتناوليه؛ باعتبار شجرة القات إحدى روافد القابلية لعيش حياةٍ منزوعة الحقوق والحريات, والتكيف مع واقعٍ يمانٍ شديد السوء.
أيها (المخزنون), اعلموا أنَّ هذه الشجرة أو "الشيطان الأخضر", وفقاً لتوصيف أبي الأحرار الشهيد الزبيري؛ يجعل الكثير منكم يقبلون بحياةٍ منقوصة الحقوق والحريات, بحيث تغدون بمثابة أسارى لسويعات متوهمة بالسعادة, وفريسة لـ(سراب تغييري), هو لأحلام اليقظة أقرب!.
أما أنتم, يا متخذو قرار رفع (أسعار) المشتقات النفطية, فقد كان الأولى بكم القيام بإصلاحٍ سياسي واقتصادي وإداري شامل, قبل (إصلاحاتكم السعرية)؛ فقد (سَعَّرتم) الحرب ضد غالبية أبناء شعبنا الفقير الصبور, عبر رفعكم أسعار البترول ومشتقاته! وانحزتم لصالح أغنياء المخاطرة, والفاسدين!.
يا قادة الرأي: كونوا قادةً؛ وقوموا بمهامكم.. يا رؤساء الأحزاب: كونوا أوفياء لنظمكم الأساسية ولوائحكم الداخلية, ووعودكم لكوادركم الحزبية الوفية المخلصة.
أيها اليمنيون: تذكروا أنكم شعبٌ عريق, ساهم في بناء الحضارة الإنسانية؛ فكونوا شعباً حياً؛ يستأسد حينما تُنتَّهك حقوقه, وتُسلب حريته, وتُجرح كرامته.. فهَلاَّ فعلتم.
*من صفحته على الفيس بوك
د. محمد الظاهري
الجرعة إعلان حرب ضد الشعب..تغييرٌ لا تنفيس! 1308