أولا للجميع عيد مبارك وكل عام وأنتم وأمتنا بخير وازدهار
إخواني القراء في مقال قبل رمضان قلت بأن رمضان سيحمل للأمة- كما هي عادته- الانتصارات وتغيير كثير من الموازين ووعدت القراء بأن أذكرهم في العيد وها نحن اليوم نلتقي مجددا ويكفيني أعزائي أن أقول بأن ما حدث في غزة من صمود ومفاجئات عسكرية برية وبحرية وجوية للمجاهدين في أرض الرباط, كان الانتصار الأكبر للأمة بعد حرب العاشر من رمضان فقد مرغ وجهاً لجيش الإسرائيلي بالتراب وتلقى ضربات موجعة بل وصل الانكسار الإسرائيلي لدرجة أنه لم يعد يستطيع تسيير دفة الحرب أو التحكم بنهايتها وفقد الكيان الصهيوني خيوط اللعبة الخارجية ووصل لحد اتهام كيري بالاصطفاف مع الإرهابين وأصر على المبادرة المصرية بشكل أظهر مدى التوافق بين الطرفين وبالتالي أساء للسيسي ولدور مصر مستقبلا..
أما الشي الآخر هو انهيار الدور الإقليمي لمصر على الرغم من محاولات إسرائيل وأمريكا والدول الغربية التعاطي معه والجديد هو ظهور الدور القطري والتركي العاقل والمتزن والذي ينبئ بخلق واقع سياسي متوازن يحفظ للأمة مصالحها ولا يصطدم مع مصالح القوى العالمية.
القراء الكرام.. لم يكن سحق الأسطورة الإسرائيلية هو الخير الوحيد بل عم المنطقة خير آخر هو انهيار منظومة الكذب والزيف العدائي بين إيران والغرب بفضل ضربات المقاومة السنية في العراق التي جعلتهم يتخندقون وراء مؤامرتهم ضد الأمة بل وصل الحد لرفض أميركا إدراج أحد تابعي المنظومة الإيرانية في اليمن كمعرقل للعملية السياسية وهناك مستجدات في العراق وليبيا تؤكد تقهقر أعداء ثورة الشعوب وتحقيق أنصار الثورة انتصارات ميدانية سيترتب عليها نتائج سياسيه تخدم عدالة قضية الشعوب بالتحرر وحكم نفسه بعيدا عن التبعية لإيران أو الغرب أو عملائهم.
كما أن تشكل رأي عام في المنطقة بضرورة تقارب المكونات السياسية سواء المختلفة أو المتصارعة لمواجهة المد الايرو امريكي أصبح حقيقة داخل الوطن الواحد وبين العديد من الدول بهدف تجاوز المرحلة بأقل الخسائر وهو ما يبرر المصالحة في أكثر من بلد.
ولا ننسى هنا أن نذكر أن ثمة أخطار ماتزال تلاحق أقطارنا وشعوبنا وأهمها سعي بعض الحكام لاستخدام أموالهم وعلاقاتهم وخططهم لتصفية حسابات خاطئة مع جماعات ودول تصفها بالعدائية مما ترك مساحه للتوغل الخارجي ولعب دور أكبر في إجهاض أحلام الشعوب وعدم الوصول لتقاربات تحفظ الحد الأدنى من التوافق للسير نحو البناء السياسي والاقتصادي.
كما أن انهيار البعض أمام إغراءات المال وغرور الهيمنة جعل الكثير يصحب وسيلة لتدمير وتمزيق نسيج مجتمعاتنا.
ومع ذلك نعتقد أن هذين المشكلين كفيلة الأحداث القادمة بوضع حد لهما بطريقة أو أخرى ومنها كلما استشرى الخطر تتناسى الأحقاد والانتصارات التي ستحققها القوى الوطنية المخلصة ستبدد كل غرائز الارتزاق على حساب الوطن.
وأخيراً
صندوق النقد والبنك الدولي ينفذان خطط وأطماع الممولين ولذلك لا يهتمون بالغلاء والفقر الذي سيسحق الشعوب جراء مطالبهم بإنزال الجرعة وهذا ما ستحققه جرعة العيد, ليس الخطأ لديهم, الخطأ لدى قادتنا الجدد الذين لم يوجدوا لنا بدائل تعوض الجرعة ولا نفذت مخرجات الحوار ببسط هيبة الدولة واسترداد الأموال والحفاظ على السيادة الوطنية من عبث المليشيات بأمن واستقرار وأرواح ضباطنا وجنودنا البواسل الذين يفتدون وطنهم بأرواحهم بينما لم نجد من قيادتنا السياسية تحركاً يشفي غليل شعب يقدم التضحيات ولا يسمع إلا أقوال وتحركات عبثية لتهدئة خواطر فقط.
فؤاد الفقيه
عيديات.... 1485