دول قليلة مازالت ضمائر قادتها حية في زمن موت الضمائر، تقف في الصدارة من التاريخ المشرف إلى جانب الحق العربي وقضايا العرب الكبرى غير عابئة بالضغوطات الدولية والإقليمية الهائلة والهادفة إلى جرهم إلى مستنقع الخضوع والانبطاح المخزي، لا يرهبهم الانجراف الذليل لبعض المستعربين تبعا لأعداء الأمة حذو القذة بالقذة حتى دخلوا جحر الضب.
إنها دول محور الشرف تمثله قطر وتركيا وحماس ومن ورائهم دول أخرى تقف نفس الموقف ولكن على استحياء.. انه محور الأمل المنشود المتبقي للأمة في زمن الهرولة والاستسلام.
يقابلها دول محور الشر تمثله بعض الدول العربية المارقة عن الحق السادرة في غيها.. اتخذوا طريق الغي مسلكا وجاهروا بالعداء للأمة من المحيط إلى الخليج ورموا عرض الحائط بالأخوة العربية والإسلامية حين وقفوا في صف اليهود الغاصبين في حربهم على فلسطين وساهموا في حصار غزة ومساعدة اليهود على اجتياحها إن استطاعوا ولكن هيهات من الغزاويين الذلة، فأعداؤهم واهمون.
هذا المحور العار في جبين الأمة تمثله شرذمة قليلون من القيادات الضالة المرتهنة لأعداء الإنسانية (اليهود وأعوانهم) وعلى رأس هذا المحور العار الانقلابيون في مصر وزعيمهم السيسي العربي المولد، اليهودي الهوى.. وتسانده في باطله بعض دول التخلف الخليجي وما تبقى من حكومات الاستبداد في الوطن العربي.. مارسوا حالة من والجنون في شق الصف العربي وكسر أرادة الأمة لمجرد اختلافهم السياسي مع غالبية الشعوب العربية بقواها الحية التي ترفض باطلهم وتندد بأفعالهم الحمقاء ليل نهار.
لقد اهتبلوا لفرص للانقضاض على كراسي الحكم فقادوا دولهم إلى الحضيض وافقدوها دورها الريادي في المشهد العربي كما هي مصر الجريحة التي أضاع الأقزام دورها الرائد حين حولوها إلى ساحة حرب البسوس، يذبحون أبنائها الشرفاء ويرمونهم في غياهب السجون بلا ذنب وينصرون أعداء الأمة علنا دون خجل كما هو موقفهم المخزي في صف اليهود لاجتياح غزة.
الإنسان حيث يضع نفسه يجدها، كما هي الحكومات, حيث ترسم سياساتها تجدها.. ففي الحالة العربية نجد أن دول محور الشر تضع دولها في المكان الخطأ من التاريخ ، من خلال سياساتها المرتهنة ، ونرجسية حكامها الذين جاءوا في غفلة من الزمن.. أضروا بالموقف العربي الأبي وحاولوا كسر إرادة الأمة وأضاعوا آمالها وطموحاتها في الخروج من بوتقة التبعية والارتهان، وأصبحت مصر- في ظل حكمهم – بوزن الريشة وضيعوا قضية العرب الكبرى، لا بل صارت فلسطين عدوهم الأول بدلا عن اليهود.. ياللهول!!
وفي ظل هذا الوضع المأزوم ليس أمام الأمة من مخرج – وقد قرر طغاة الأرض العدوان عليها وإذلالها بمساندة منافقيها – سوى تمسكها بدينها ودعم موقف دول محور الشرف في الدفاع عن وجودها والأخذ بأسباب النصر والتمكين والتهيئة لمواجهة التحديات المحدقة بها، ولابد من فضح المنافقين والعملاء الذين يخذلون من فعل المقاومة وهم في حقيقة الأمر إنما يعبرون عن خوفهم على إخوانهم اليهود(الم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لان خرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا..)الحشر.
إن الأمة مازالت بخير، ولديها قواها الحية وستنهض لا محالة وستكسر شوكة محور الشر وستعيد للأمة دورها المنشود في السيادة والريادة مهما تآمر المتآمرون وأرجف المرجفون وضاقت الأرض بما رحبت على الشرفاء الصامدون وازور ليل الأزمات.. فالفجر لا محالة آت..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
منصور بلعيدي
غزة..بين محورين!! 1347