;
م/ عبدالله ناصر ناجي
م/ عبدالله ناصر ناجي

قاسم عمر أحمد النخعي..في رحاب الخالدين 1687

2014-07-31 14:08:07


خير العشرة والصحبة والصداقة والمحبة والتقدير.. قضيتها في حياتي مع خير من عرفت وتعرفت عليه وعشنا وإياه قرابة أربعين سنة.. لم أعرف فيها معه الاختلاف أو الزعل أو الحنق الذي يؤدي إلى اقرب الطرق لمفارقة الأصدقاء والأصحاب كالتي تكثر هذه الأيام بفعل صداقة أو علاقة المصالح الضيقة.. التي عادة تذهب قبل أهلها وتبقى معها المشاحنات في نفوس الناس.. حتى مع أقرب المقربين وهي التي أضاعت علينا موعد ليلة القدر.. فلقد مر في حياتي كل النماذج القديمة والجديدة.. ولم يبق في نفسي إلا علاقات العشرة الحسنة الصادقة.. ومن هؤلاء الأوفياء الفقيد (قاسم عمر أحمد النخعي) عشنا سويا قرابة أربعين سنة .. لم نعرف فيها سبب من أسباب الاختلافات الدنيوية عشنا سويا فيها.. حتى صار واحداً من أفراد الأسرة تعرف على كل الأهل والأعمام والأخوال والإخوان.. حتى أن والدتي المغفور لها بإذن الله كانت تقول لي هذا أخ وافي مش صديق .. هذا الدار الذي عرفت تبنيه في الوادي وكانت دوما ما تذكرني ابني لك يا ولدي في كل واد دار وقاسم عمر واحد منهم ففي كل سفراتك للخارج ظل قاسم عمر معنا وكأنك موجود بيننا.. خدوم.. شهم إنسان وفي بمعنى الكلمة.. وظلت علاقاتنا هي هي حتى لزمت فراش المرض ولازلت عليه كان قاسم عمر أكثر الأصحاب زيارة لي لا يفارقني.. حتى لحق هو الآخر ولزم فراش المرض.. قلب وكلى وكبد وظل يكابد المرض كما أنا في ذاك الحال.. والحمد لله رب العالمين.. ولم تبق سوى أجزاء من ساعات أيام.. نلتقي فيها من دون أن نشاهد بعضنا.. كانت أمامنا لقاءات الجمعة في المسجد ينقلوني أولادي للصلاة على كرسي في ساحة ضاحي مسجد القص ولا استطيع الطلوع إلى الطابق الثاني بينما هو يأتون به أولاده من رأس الجبل المجاور للمسجد لينقلوه إلى الطابق الثاني ولا يستطيعون أن ينزلوه إلى عندي ويبقى بيننا السلام والسؤال بواسطة الأولاد وصرنا ندعي لبعضنا عند الله تعالى.. أو أحيانا بالتلفون.. إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى في بداية العشر الأولى من شهر رمضان لعامنا هذا 1435 هـ يوليو 2014 م وكانت آخر نظرة عليه مسجى بمسجد القص منتظرين الصلاة عليه .. وتعاون شباب مسجد القص وحملوني على أكتافهم أنا والسيكل للطابق الثاني للصلاة عليه أكرمه الله تعالى بجمع كبير لم تشهد المنطقة منطقة الفتح وكذا بكل سكان منطقة الفتح جزاهم الله خيرا مرافقته إلى مثواه الأخير بمقبرة المنصورة والكل يترحم عليه ويدعو له بالرحمة والمغفرة (آمين اللهم آمين).

عدت للبيت وذاكرة معرفتي بقاسم عمر لم تفارقني حينما جاء به الأخ عبدالله سالمين المشجري الضابط الإداري بوزارة الزراعة قائلا لي (هاه يا العباد جبنا لك أحسن سائق لسيارة الإعلام الزراعي) ويا قاسم جبناك عند أحسن إنسان نحبه ونحترمه الله الله بعمي قاسم.

 كان المغفور له بإذن الله خلوقاً دمث الأخلاق وطنيا محبا للجميع جذاب في حديثه.. لا تريد مفارقته فأصبحت محسودا بين الزملاء في قيادة الوزارة يقولون لي يا بختك منين جبته.. وين لقيته.. من عرفك عليه؟..

بعد حوالي ثلاثة أشهر سألته وين تسكن يا قاسم ؟.. ضحك وقال شي حد جاء يشتكي بي.. أنا لقيت غرفة في دار سعد وسكنت فيها.. وتعمدت أن أتعرف على موقعها في دار سعد.. الحقيقة تألمت وصدمت رجل يعيش بقلب كبير ويسكن هنا فكانت غرفة قريبة من فرن الخامري بدار سعد ( مشلحة) لا أبواب ولا نوافد ولا كهرباء ولا ماء.. وهي من غرف الشرطة فارغة تماما من أي فرش مواعين بيت سوى (كمبل ومخدة ) يفرشوه وفي الليل وفي الصباح يحوله إلى ستارة يغطى بها الباب المطل على الشارع .. ولا يمتلك في حياته (من السالكة مالكة).

عدت إلى الوزارة وصورتي مقلوبة حسرة وألم ودخلت مكتب نائب وزير الزراعة الأخ صالح أحمد النينوه.. سألني على التو ماله وجهك مقلوب أيش حصل وقلت يا عيباه يا بو رايد قال وين قاسم عمر باشله عليك أسبوع لان السواق حقه ( العسل ) سافر مكيراس .. قلت له حل مشكلته .. وشرحت له قصة سكن قاسم عمر ( وتنهد .. ) وقال هذا إنسان شهم ما يشتي يتنازل لحد.. وأخذ ورقة وقلم وكتب رسالة إلى أخوه سعيد أحمد النينوه المغفور له بإذن الله.. بطلب توفير سكن مناسب لقاسم وتوكلنا إلى إسكان التواهي.. وصرف لنا مستودع بالتواهي وذهبنا على التو نجيب العائلة والأولاد وكنبلهم والمخدة وسكن قاسم عمر لقينا المكان فيه كهرباء وماء قال له أسكن ومن بكرة تجي تكمل الإجراءات وكعادة قاسم عمر يخلط الجد بالمزاح قال لسعيد أحمد شفني مبسوط في السكن حقي بالدار بس أيش نصلح لأصحابك.. وبعد ما استلم البيت قال الحمد لله يا أخ عبدالله اليوم حسيت أن ربي حبني وجابني بين رجال يحسون للواحد وجزاكم الله خير.. وعند قرب التقاعد باع بيت التواهي وبنى له مسكن متواضع في منطقة الفتح وتوسع في بناء غرف لأولاده ويعيشون بوضع طيب بفضل الله تعالى.

 وقبل وفاته بأسبوعين جاءت الاتصالات من محبيه من منطقة ذي ناخب بيافع من الشيخ أحمد صالح حنش سأل فيها وكل موظفي الوزارة بالوادي عن قاسم عمر متمنين له الصحة والعافية وطول العمر.. لكن توفي إلى رحمة الله تعالى في العشر الأولى من رمضان.. سامحك الله يا قاسم عمر وكل العزاء من أصدقائك ومحبيك ومعاريفك سكان الفتح ورواد مسجد القص فيها ومن كل الأهل بمسقط راسك في الخديرة ساكني عدن بمحافظة أبين ومن أقاربك في صنعاء والسعودية والامارات وفي محافظة عدن عامة ومن الدكتور أحمد باسردة وجميع أفراد أسرته في وادي لماطر وعزان ومن الدكتور منصور جميع عوض من منطقة الحصن مديرية خنفر وكل من عرفتهم في لحج والضالع وردفان وأبين وحضرموت, متمنين لأسرة المتوفي الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد