بينما تتوسع رقعة الصراع بين القوي السياسية على الساحة اليمنية, فكل قوة من هذه القوى تسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية على حساب القوى الأخرى, نرى مقابل ذلك إحراز تقدم ملحوظ للحركة الحوثية الإرهابية على امتداد واسع من شمال الشمال وسط صمت مخز للحكومة والرئاسة وسقطت خلالها مناطق واسعة من الأراضي اليمنية منذ تمدد الحركة الحوثية خلال السنوات الفائتة وأصبحت خاضعة تحت النفوذ الحوثي وانتشار افكار هذه الحركة نتيجة لانشغال القوى السياسية فيما بينها, تاركة في ذلك مصلحة الوطن العليا وراء ظهورها غارقة في سبات عميق لم توقظها ضربات الحوثيين الموجعة والتي باتت على مشارف العاصمة وأصبحت صنعاء على مرمى حجر من خطرهم الذي بات يهدد اليمن أرضا وإنسانا فياليت شعري متى يستيقظ الرئيس هادي ونظام حكمه من سباتهم العميق؟

وهل أدرك الرئيس هادي حجم الخطر القادم الذي يعرض أمن الوطن واستقرار المنطقة للخطر؟ وماهي الحلول الممكنة والأساليب التي اتخذها الرئيس ونظامه تجاه المد والخطر الحوثي؟ وهل اقتصر الأمر علي تعيين بعض القادة الجدد والذين هم أقل وطنية من سابقيهم هي الوسيلة الممكنة لتصدي الزحف الحوثي والحفاظ على النظام الجمهوري؟

أم أنها مراوغه لامتصاص غضب الشارع اليمني وفرصة لإزاحة بعض القيادات العسكرية من الجيش لأنها لم تقف مع الثورة وتطلعات الشعب؟ وما السر في ذلك؟

ونحن مع ذلك لا نشكك في وطنية الرئيس ولا نتهمه بشيء سوى أنه لم يتخذ أي إجراءات حازمة ولم يستخدم صلاحياته الدستورية في فرض هيبة الدولة والسيطرة علي كل شبر من الأراضي اليمنية والتصدي للخطر القادم الذي قد يعصف بالوطن ونظامه الجمهوري لا قدر الله.

ولهذا نحن ندعو جميع القوى السياسية لنبذ الخلافات وترك الصراعات الحزبية والطائفية والوقوف صفا واحد لمواجهة الخطر القادم الذي يهدد امن الوطن واستقراره للخطر وينسف تطلعات اليمنيين منذ خمسة عقود للحرية والعيش الكريم.