إن الصيام الذي يحقق معناه الإلهي ويحقق معناه الصحي وأن يستفيد المسلم من الحكم الروحية والنفسية والجسمية للصيام كي يحظى بالثواب الكامل والفوائد الجمة لا بد من إتباع النصائح الآتية:ـ
1ـ ضرورة الاستيقاظ للسحور فإن غذاءه يهون عليك الصيام وينشطك للقيام بأعمالك ففي السحور بركة ولا تستعجل في تناول السحور كثيراً بل يجب تأخيره حتى تدع مجالاً لهضم طعام الإفطار ( العشاء) فإن أحسست بثقل في معدتك ولم تجد شهية للأكل وخاصة بعد تناول القات أو كنت بديناً فأكتف بتناول الحليب والفاكهة والماء.
وإن كان الصيام يسبب صداعاً للصائم فيشار إليه أن يكون سحوره غنياً بالبروتينات حتى لا ينخفض سكر الدم في أثناء الصيام مسبباً الصداع، ومن الأغذية الفنية بالبروتين اللحم والبيض واللبن والحليب والبقوليات.
2ـ لا تنم عقب تناول وجبة السحور مباشرة فإن ذلك يعرضك للاضطرابات الهضمية وما يتبعها من اضطراب في النوم، ويخطأ من يطيل السهر في رمضان وتخزين القات وتدخين السجائر أو الشيشة أو المداعة وقضاء ساعات طويلة في مشاهدة التلفزيون حتى قرب الفجر ثم يأكل أخر السهرة ثم ينام فإنه يعرض نفسه للتخمة والوهن واضطراب الهضم والأرق.
3ـ اقتصد في مجهودك ونشاطك العمي أثناء الصيام إذا كنت ضعيف البنية أو نخيلاً قدر الإمكان فإذا سمحت لك ظروف عملك فنم ساعة أو ساعتين خلال النهار وخاصة في الصيف أما إذا كنت بديناً فإن العمل يتكاتف مع الصيام على إنقاص وزنك.
4ـ عجّل بالفطور متى أذن لك ذلك وسمعت أذان المغرب وليكن إفطارك الماء وبعض الفواكه الحلوة كالرطب والتمر أو عصير الفاكهة المحلى فإنها أسرع هضماً من غيرها وأسرع امتصاصاً. لأن الأمعاء تمتص الماء المحلي بالسكر في مدة زمنية تقل عن خمس دقائق فيرتوي الجسم وتزول أعراض نقص السكر.
في حين أن الصائم الذي يملأ معدته مباشرة بالطعام والشراب يحتاج إلى ساعتين حتى تمتص أمعاؤه ما يحتويه إفطاره من سكريات.
ولذا فمن الأفضل صحياً أن يقوم الصائم بعد إفطاره عن تمر و عصير محلى إلى صلاة المغرب قبل أن يتم تناول وجبة الإفطار الرئيسية في منزله مع أفراد أسرته أو في مقر عمله، كما ننصح الصائمين بعدم إحضار المأكولات المتعددة الأصناف إلى المساجد والإفطار بها قبل أداء صلاة المغرب والاكتفاء بتناول التمر والماء أو أي عصير محلى فقط وفي صالة مخصصة لتناول الإفطار والتوقف عن هذه العادة الغير حميدة.
5ـ يجب على الصائم اذا شرب كثيراً عند الإفطار أن يتريث ليتم انتقال الماء إلى الأمعاء والقيام لأداء صلاة المغرب فإذا وجد شهية جيدة والطعام حاضر فعليه أن يبدأ بتناول عشاءه.
6ـ لا تكثر من الطعام وقت الإفطار بحيث تمتلئ معدتك، واذا كنت معتاداً على الإسراف فاعتدل ومن الخطأ الجسيم ما نراه شائعاً من إسراف في طعام الإفطار كما وكيف فتمتلأ المائدة الرمضانية بأصناف كثيرة من أطايب الطعام وكل ما لذ وطاب فيذهب جزءاً كبيراً من هذه الأطعمة إلى براميل القمامة ويعرض المسرف معدته للتخمة وعسر الهضم فيصاب بالخمول والكسل ويتقاعس عن العبادة وأداء الصلوات.
8ـ لا تكثر من شرب الماء أثناء الطعام ولا تشرب بعده مباشرة إلا إذا شعرت بالعطش وأنسب وقت لشرب الماء أو العصائر بعد الأكل بساعتين.
9ـ يفضل ان تقضى الفترة بين الإفطار وصلاة المغرب من جهة وبين صلاة العشاء في الراحة الاسترخاء كي يستعيد الجسم نشاطه كما أن أداء صلاة العشاء وقيام الليل في رمضان ( التراويح) نشاطاً للبدن عامة ولجهاز الهضم خاصة.
10ـ يفضل أن لا يتناول الصائم طعام بين وجبة الإفطار والسحور وخاصة تلك الأطعمة الدسمة فإن ذلك يؤدي إلى اضطراب الهضم.
11ـ تجنب الصيام المتواصل ليومين أو أكثر لأن الوصال في الصيام يضر بالجسم خاصة الكبد والعضلات حيث تستهلك مدخرات الكبد والعضلات من مواد سكرية فتصاب العضلات بالهزال وتضعف القوى.
12ـ لا تنسى استشارة الطبيب عن الأمراض التي تبيح الفطر إذا مرضت وعن الأمراض التي يمكن علاجها أو الوقاية منها بالصيام.
د. عبد السلام الصلوي
نصائح صحية للصائمين 1288