من الطبيعي أن تفشل السفيرة البريطانية التي كانت تقود " وساطة " بين الحوثي والرئيس عبد ربه . وأي وساطة ستفشل لأن الحوثي فرض ميزان قوة جديد على الأرض لا مجال لتجاوزه بالوساطة والتمنيات. وبالتالي فإن الاحتمالات كلها مرهونة بالواقع على الأرض وهي :
١ - أن يتثبت ميزان القوة هذا على الأرض كما هو عليه الآن ويفرض الحوثي شروطه على الدولة والمشهد السياسي والمسار الانتقالي في صنعاء, ليحقق مكاسب تتناسب مع ميزان القوة الجديد.
٢- أن لا يكتفي بمستوى الاختلال الذي حققه في ميزان القوة على الأرض ، وأن يواصل كسر الميزان بمجمله في الشمال كله والعاصمة صنعاء من خلال تثبيت سيطرته على همدان وبني مطر وخوض سباق للسيطرة على أرحب والجوف وحجة والمحويت.. وعندها تكون مهمة فرض نفسه كجوكر للمشهد كله في العاصمة ممكنا حتى من دون حرب.
٣ - أن تتوحد الدولة وتحسم قرارها لمواجهة الحوثي. سواءً كان هدف المواجهة محدوداً من خلال تأمين محيط العاصمة وتثبيت وجود الدولة والجيش في مناطق همدان وبني مطر والجوف ، وكسر ميزان القوة الذي صنعه الحوثي في عمران بخوض حرب منظمة ومرتبة بشكل جيد لاستعادتها.
أو حتى حرب شاملة مع الوجود الحوثي المسلح في كامل منطقة شمال الشمال، وهذه الأخيرة تبدو صعبة جداً بالنظر للمعطيات القائمة في وضعية السلطة ومركز الرئاسة والموقف الدولي والإقليمي والشكوك الكبيرة حول أهدافه النهائية إزاء اليمن، والوضع على أرض الواقع الذي تُرك ليتفاقم ويتعقد بشكل كبير أمام الدولة.
هذا طبعاً إذا أحسنا النية بمركز الرئاسة وافترضنا خُلُوِّه من سيناريو سيء إزاء الوضع النهائي لليمن الذي ستصل إليه بعد هذا الاستنزاف ومن خلال المخرجات المشبوهة والمضللة بالهيمنة الخارجية على المسار السياسي والانتقالي كله..
٤- أن تحدث الكارثة الكبرى التي لا نريدها : أن يستوي القتال بين طرفين أهليين على أساس مذهبي وطائفي.
واذا حدث ذلك فهو المضيق الكبير الذي لن تخرج منه اليمن لسنوات طوال، والذي سيمزقها في كل اتجاه.
مصطفى راجح
ميزان القوة على الأرض لا تغيره التمنيات ولا تتجاوزه الوساطات 1337