;
خالد القدسي
خالد القدسي

شُكراً حُكومتنا الموقرة..!قد جعلت جواز السفر اليمني بدون قيمة! 1292

2014-07-19 07:55:32


كُثر الترحال في بلاد الغُربة وكُبرت معه مُعاناتنا نحن اليمنيون إلى درجة لا تُطاق! عادةً، نسمع أن في السفر مُتعة كبيرة وفوائد كثيرة، وهو كذلك لأكثر سكان الأرض، إلا نحن اليمنيون! أتدرون لماذا؟ لأن جوازاتنا اليمنية لا تُعامل باحترام! لتعكس واقع حال مخلخل داخل البلد (لسنا بصدد الحديث عنه في هذا المقام) والذي أنعكس بشكل جلي في علاقتنا مع المحيط الخارجي من دول العالم. أتدرون يا ساده: من هي أكثر الدول التي تتعامل مع جوازاتنا اليمنية باحتقار واستخفاف ولا تُقيم لها وزنا أو تُعيرها أي اهتمام؟ لن يُصدق الكثير ذلك...؟ أنها دول الجوار الخليجية الشقيقة من تربطنا بها صلة الدم والأخوة والجغرافيا والتاريخ والعروبة والإسلام..!!

عل البعض يقول هذه مُبالغة، فهذه الدول تربطها علاقة أخوة متينة ومميزة باليمن (كما يحلو لمسؤولينا وإعلامنا الرسمي أن يُسميها) ولديها أكبر السفارات مساحة في البلد وأكبر عدد من الموظفين، و...و...الخ! إنها الحقيقة والعلقم المُر أن تلك الدول لا تُكن لنا أي احترام أو أي تقدير! من يريد أن يتحرى ما أقول، ما عليه إلا أن يتجرأ هذه الأيام ويطلب تأشيرة دخول لإحداها، وخاصة الإمارات العربية وقطر، وسيرى ذلك بأم عينه! بل بعمل بسيط تستطيع أن تتيقن من ذلك، ما عليك إلا أن تدخل على موقع الخطوط الجوية القطرية، تحت طلب "تأشيرة الدخول إلى قطر" والتي ستطلب منك أولاً أن يكون لديك حجز مُسبق، كونه الرقم المرجعي للتأشيرة, ولكن ما أن تصل لتك الخطوة التي تتطلب منك إدخال اسم بلدك، والذي يتعين عليك اختياره من قائمة مبرمجة في النظام لديهم، فلن تجد اسم اليمن...!! عليك أن تتوقع اسم أي دولة فيها غنية كانت أم فقيرة من أقصى العالم إلى أقصاه إلا أسم اليمن، فهو غير موجود! وبالتالي لن تستطيع المُضي قُدماً في طلب تأشيرة الدخول!

أنا لا ألوم دول الخليج على تلك التصرفات غير المنطقية معنا، فكل بلد حُر بأفعاله وعلاقاته، ولكن اللوم الكبير أوجهه إلى حكوماتنا المُتعاقبة لعقود من الزمن (وخصوصاً وزارة الخارجية) والتي لم تستطع أن تفرض احترامها على أي من تلك الدول! وأتساءل هنا، ما أهمية أن يكون لدينا وزارة خارجية؟ ما جدوى فتح سفارات بالخارج وطواقم عمل كبيرة تُصرف عليها المئات من ملايين الدولارات سنوياً من قوت الشعب اليمني؟!

بالله عليكم، وخاصة أولئك الذين عرفوا الترحال مثلي والسفر المستمر، هل وجدتم تلك السفارات ذات جدوى تُذكر في مصلحة اليمن، غير تلك الملحقيات التي همها الأساس صرف مستحقات الطلاب المبُتعثين للدارسة في الخارج، وبالمحصلة عليها كثيرُ من علامات الاستفهام والتساؤلات، يعرفها جيداً طلابنا الدارسون هناك ممن عانوا ويلات وظلم وحماقات تلك المُلحقيات!

أقول لحكومتنا الموقرة اليوم، ووزارة الخارجية بالتحديد، بأنه آن الأوان أن تُصلحي ما أفسده مسؤولوك على مر العقود الماضية، وأن تراجعوا حساباتكم وأن تضعوا مصلحة اليمن ومواطنيها فوق كل اعتبار قبل أن يأتي اليوم الذي تحاسبوا بل وتحاكموا عليه، وعلى تلك الأضرار النفسية الجسيمة التي تسببتم فيها لرعاياكم في تلك الدول!

لقد استوقفني مؤخراً مشهداً مؤثراً لما فعلته ما تُسمى "دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام - داعش" في إصدارها لجوزات سفر في الموصل، وقد كُتب على غلافها الخارجي " تُسّير الجيوش لحامل هذا الجواز أن أصابه ضرر"!!! وعلى رغم اختلافنا الكبير مع داعش وعدم قبولنا لما تفعله، فقد هزتني تلك العبارة كثيراً، وذكرتني بذلك المشهد العظيم من تاريخ الدولة العباسية، عندما صرخت إحدى المسلمات في سجون القسطنطينية "وا معصتماه..!!"، ووصول خبر تلك المرأة إلى الخليفة المعتصم أبن هارون الرشيد، فما كان منه الا أن وجه كتاباً شديد اللهجة إلى الحاكم الروماني "نيقفور فوكاس" قائلاً "من المعتصم بالله، خليفة المسلمين، إلى نيقفور فوكاس – كلب الروم!!! أطلق المرأة المسلمة من سجنك، وإلا سآتنيك بجيش أوله عندك وآخره عندي..!!!" وكان بسبب تلك المرأة الُمسلمة أن فتحت عمورية!

خلاصة القول: علينا يا حكومتنا الرشيدة، أن نراجع حساباتنا جُملة وتفصيلاً، فالإنسان بطبعه لا يُطيق الظلم والهوان، وإن سكت دهراً، سيأتي حتماً اليوم الذي يخرج عن صمته، فينطق كُفراً أو يُصحح ذلك الاعوجاج ومفاصل الخلل! فلا تنتظروا ذلك اليوم حتى يأتي واعملوا على تصحيح تلك السلبيات ومواطن الخلل من هذه اللحظة!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد