إن منهجية المساواة في الإسلام تجلت عملاً وعقيدة في فترة التغيير المحمدي التي أوجدت أمة من رجال متساوين في الحقوق والواجبات, قادوا تغييراً وبنوا حضارة احتوت وهيمنت على الحضارات المعاصرة لها تلك القدرة على التغيير المحلي والعالمي, نتجت عن التلقي المباشر من القرآن المعصوم والسنة المعصومة بالقرآن ولذلك كان فهم وتطبيق المسلمين لمنهج الإسلام قد أثمر, استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، فاستبدلوا كل أشكال التمايز والعصبيات الجاهلية بالأخوة الإسلامية القائمة على المساواة عقيدة ومنهج حياة ، فكانت عملية التغيير الجذري لأنه اجتث التمايز والاستعلاء والاستكبار بين الناس أفرادا وقبائل وأمم فكان التوحد والتكامل والعدل الذي هو ذروة سنام الإسلام وهو المحقق للمساواة، ولا يتحقق إلا بها، تلك النقلة لم تنبع من البيئة ولم تنشأ من مقتضيات الحياة في ذلك الزمان! إنما حملتها إليهم هذه العقيدة.. بل حملتهم إليها! وارتقت بهم إلى مستواها في ربع قرن من الزمان.. على حين أن غيرهم من معاصريهم لم يرتفعوا إلى هذا الأفق من التفكير العالي إلا بعد قرون وقرون; ولم يهتدوا إلى معرفة قيمة المساواة كسنة في ارتقاء وقوة الأمم إلا بعد أجيال وأجيال تلك السنة مضت بها مشيئة الله فلما أقيمت في هذه الأمة المختارة.. كان لها التمكين والاستخلاف.
إن تمثل القيمة الكاملة للمساواة في الفترة المحمدية والراشدة هو العامل الأساسي المحفز لدوافع المسلمين في تبليغ رسالة الله التي عم نورها مشارق الأرض ومغاربها، تلك القيمة كانت في قول وفعل المساواة الإنسانية في هدي الرسول "ص" والرسالة، قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}الحديد25
وقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28
وقال تعالى { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } الأعراف158
إن الرسول "ص" المرسل للناس كافة بشيراً ونذيراً جسد معاني المساواة وأكد موازين الكرامة الإنسانية بشخصه وسيرته ومجتمعه وتعاليمه، فكانت أقواله تنبيه لما يمكن أن ينزلق فيه المسلمين بإغواء من تنشئتهم قبل الإسلام و الطبيعة البشرية في التميز والاستعلاء السلالي أو الطائفي أو القومي وما يتبع ذلك من استكبار وتسلط يفرز الانقسام والفرقة فالبغضاء والحقد فالصراع فالضعف.
- قال الرسول "ص" "ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية " رواه أبو داوود ،لقد أكدت السنة النبوية على المساواة وأن التكريم للمسلم معياره التقوى .
- قال رسول الله "ص" يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على اسود ولا اسود على احمر إلا بالتقوى " "رواه احمد"، هذه وصية الرسول في حجة الوداع وأهم التعاليم و أقيمها ما يوصى بها فهذا قوله "ص" استأمن الأمة عليه ،وفيه ما يلفت النظر إلى أهمية الانتباه إلى هذه المعاني واستمرار حراستها، لأنها المقوم الأساس لوجود الأمة، وحفظ كيانها، واستمرار رسالتها في إنقاذ البشرية. أن خطبة حجة الوداع هي رسالة المودع، الذي يستودع أمته المعاني الكبرى، التي تستأثر باهتمام زمن الوداع الأخير ومكان الوداع.. إنها عهد النبوة عند مهبط الوحي.. وعادة ما تكون وصية المودع لأهم وأخطر ما يستشعره، ويستشرفه، ويهمه ، ويتخوف من حدوثه، وعدم الانتباه لمخاطر التفريط فيه، كذلك أكدت الأحاديث النبوية الشريفة مبدأ التساوي بين الناس.
- قال "ص" "يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنكِ من الله شيئا" وقال " يا عباس ويا صفية عمة النبي ويا فاطمة بنت محمد أني لست أغني عنكم من الله شيئا لي عملي ولكم عملكم " كما قال "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لقرشي على حبشي إلا بالتقوى" وقد سمع "ص" أبا ذر الغفاري يقول "يا أبن السوداء" فغضب وقال "طف الصاع ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى أو بعمل صالح..."
- وقال الرسول "ص" في حجة الوداع " يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان : بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب"
- قال "ص" ذلك الحديث بعد فتح مكة لينبه الأمة ويلزمها بالانضباط وليبعدها عن الاستكبار والاستعلاء بالأنساب أو بأي اجتهاد بشري يبرر تسلط الإنسان على الإنسان وأن القيمة المعيارية لتمايز الناس هي التقوى " فالناس رجلان : بر تقي وفاجر شقي " وإن التعاظم بالإباء من عيية الجاهلية، هذه هي القيم المعيارية النبوية وانحراف الحكام عنها ببث مرويات التميز بالنسب أو الطائفة أو القبيلة أو القومية كان نتيجته التميز الطائفي أو السلالي في استحقاق السلطة والثروة ذلك الانحراف أنتشر كثقافة بين المسلمين إجمالا بتضمين الموروث لمرويات قرشية الخلافة الذي أدى إلى صراع داخل البيت القرشي لتأصيل التميز السلالي لاغتصاب السلطة والثروة وهذا هو الداء العضال الذي استشرى في أمة الإسلام وفقاً لمقولة " لا يكافئ العربي القرشي، ولا يكافئ الأعجمي العربي وكانت أعراضه صراع وعدم استقرار ذلك أن الحكام وفقهاؤهم ابتعدوا عن العمل بشرع الشارع "كتاب الله وسنة نبيه وعملوا بالتشريع المؤول الذي كان نتيجة لعوامل ومؤثرات شخصية وزمنية ومكانية..
إن المساواة كمنهجية حياة سار عليها السلف الصالح وفي مقدمتها الولاية "الخلافة" فأقاموها على البيعة وفقاً للجدارة والاستحقاق ومصلحة الأمة.
وهذا ما كان في العهد الراشد فالإمامة عند الإمام علي كرم الله وجهه لا تستحق بالصحبة ولا بالنسب ولا بالتوريث.. فيأتي قوله الثاقب بحكمه وبصيرة مؤكداً ذلك عندما قال مستغرباً: وأعجباه أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة" والذي يظهر من سيرة وكلام الإمام علي انه يعتبر أمر الخلافة تابعاً لمصلحة المسلمين وتولاها مع عدم رغبته فيها حين كان في ذلك مصلحة المسلمين فالمسلمون هم الذين ينصبون الإمام بالبيعة و يدل على ذلك ما جاء عنه في "نهج البلاغة" من كتاب له إلى معاوية قال فيه "إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فأن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضاً فأن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعه ردوه إلى ما خرج منه فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين ووالاه الله ما تولى"، وهذا كلام صريح في أن الأمر شورى للأمة مباشرة أو تختار منها أهل الحل والعقد وهم يختارون من يرونه صالحاً للقيام بأمر الأمة فلو كانت الخلافة محصورة في نسب معين لما أطلق هذه العبارة.
علماً أن الإمام علي جسد الشورى في أبهى صورها فعندما طلب بعض المسلمين منه ترشيح أبنه للخلافة قال: لا آمركم ولا أنهاكم، وفي رواية قال: لن أوصي فلعل الأمة تجتمع على خيرها بعدي كما اجتمعت على خيرها بعد الرسول "ص"..
إن القيمة الكاملة للمساواة الإنسانية كحقيقة يجب اعتقادها وممارستها كمنهج حياة لأن المساواة أبانها الحق بكلمات قطعية الدلالة وأوجبها بتشريعه العادل لأن المساواة قيمة سامية وأصل راسخ في المنهج الإسلامي.
إن الإسلام دين الله الحق جاء ليداوي علل البشرية التي كانت والكائنة والتي ستكون بمنهجية شاملة ودقيقة فقد عني الإسلام بقرآنه وسنته عناية فائقة وشاملة بالمساواة باعتبارها مشيئة إلهية، وأقرها كواجب شرعي لابد للمسلم أن يؤمن بها ويمارسها كمنهج حياة ولذلك تناول القرآن بشمول المساواة في علاقة الإنسان بالله وعلاقة الإنسان بالإنسان، وعلاقة الإنسان بالكون، فدلالته القطعية ساوت بين الناس إجمالاً ، قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".
وهنا جعل الرحمن الاختلاف للتعارف لا للتميز والاستعلاء، قال الله تعالى " يَاَ أيُهَاَ النَّاس اتَّقُواْ رَبَّكُكُم الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنّ نَّفْسٍ وَاِحَدَة" ويؤكد القران الكريم أن الحق والعدل هو الضابط للمساواة فالتميز بين الناس لا يكون إلا من خلال ثلاثية الإيمان والعلم والعمل الصالح ولهذا جاء ينهى ويحرم تحريماً قاطعاً أي تميز أو استعلاء قومي أو طائفي لنسب فالإنسان يكتسب مكانته واستحقاقه وفقا لعمله هو.
قال تعالى "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى " و" كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين" و"ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ"
وبمنهج شامل يمضي القرآن ليؤكد المساواة في الآخرة بأنه لا تميز ولا استعلاء بأي مسوغ كان "فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُ" "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"
ولذلك قام الخطاب القرآني على المساواة المطلقة بين كل الفئات المخاطبة في القرآن أما داخل المجتمع المسلم فأوجب المساواة بين المسلمين في جميع الحقوق والواجبات والأمر والنهي: قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }الحجرات10
وقال جل وعلا: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ..."آل عمران
ثم أبان أن نعرة التعالي والحمية العصبية هي نتاج للجهل الذي هو سمة الكافرين ،قال الله تعالى "إذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً"الفتح26
إن الإيمان بتوحد القرآن والسنة هو السبيل السوي لرد مرويات الموروث ورواة البشرية المذهبية المتضمنة تأصيل التميز والاستعلاء للإنسان على الإنسان ولقوم على قوم، إن ذلك ما هو إلا مذهب الحاكم وعالم الحاكم وما هو إلا خروج من حكم الله إلى حكم العباد.
إن منهجية الإسلام تجعل المساواة قيمة جليلة حية لأنها تقيمها على حقائق أساسية من حقائق الوجود والإنسانية ومن حقائق العقيدة والشريعة، حقائق تغرس المساواة في القلب والعقل وتثير في النفس فطرة التساوي وفي الذهن اعتقادا عميقا بأهميتها في حياة الفرد والمجتمع والأمة والإنسانية والإسلام يبين قواعد تربية وتهذيب وتوجيه الإنسان على هذه المساواة لتوجد إنسانًا على هذا الكون نقي القلب، نظيف المشاعر، عف اللسان، وقبل ذلك عفيف السريرة. له نفس المكانة التي لأخيه عند الله.
إن تنشئة الإسلام للإنسان على المساواة تقوم على معالم كاملة، لبناء ذهنية الإنسان ونفسيته متضمنة قواعد وأصول ومبادئ لتنشئة المسلم بتهذيب نفسه وهواجس ضميره، وحركات جوارحه، من بواعث الكبر والغرور والاستعلاء والاستبداد فتبنى علاقته مع غيره على المساواة والحب التكامل والسلام. تنشئة تصبح كمنهج حياة يتساوى في انسجام وتناسق الأفراد فيتكون مجتمع متكامل متماسك يتكامل فيه المجتمع مع الإدارة لتتكون الدولة فتتكامل إمكانيات الفرد والدولة، والدولة والفرد وتتلاقى واجباتهما ونشاطهما في تعاون واتساق.
تنشئة تقوم على قاعدة الأخوة بين المؤمنين، ومن حقيقة العدل والإصلاح، والتغيير الخير وعلى تقوى الله والرجاء في رحمته ورضاه بهذه القواعد يحمى المجتمع من الخلاف والانقسام ويترسخ فيه الحب والسلام .وفي الوقت ذاته له شريعة تقوم على المساواة وتنبثق منها، وتتسق معها وتكفل صيانتها، إنه الإسلام ينشئ باطن هذا الإنسان وظاهره على العدل والمساواة.. وتتوازن دوافعه ورغباته؛ وتتناسق أحاسيسه وخطاه في القيام بأمر الاستخلاف على هذا الكون ومنهج الإسلام لا يكتفي بأدب الضمير ونظافة الشعور في الإنسان ولا يكتفي بحاكمية الشريعة كناظم لعلاقة الإنسان بالإنسان بل يجعل العدل أصل في علاقة الإنسان بالله وكما أن الناس سواء في المكانة عند الله فهم سواء أمام عدل المشيئة الإلهية، فهو جل جلالة حي قيوم سميع بصير، والله قيوم علينا بالعدل والمساواة في منحه ومنعه وفي رحمته وعذابه لأنه سميع بصير بنا في السر والعلن هذه هي منهجية الإسلام للمساواة بأبعادها الثلاثة في علاقة الإنسان بالله وبالإنسان وبالكون باعتبارها الميزان الثابت لعدل الإسلام....
وخلاصة القول:-
إن المساواة ثابتة من ثوابت الإسلام وان التمايز أمراً اكتسابيً يقوم على العمل الصالح ثلاثية الإيمان، والعلم، والعمل، بذلك يحدثنا الخطاب القرآني أجمالا وتفصيلا وتتكامل الآيات وتتواتر دلالاتها ومقاصدها، وتتضح المساواة كأصل في الإسلام على امتداد القرآن من خلال بيانه التفصيلي للبعد النوعي والبعد المرحلي للمساواة بالإضافة إلى اعتبار القرآن المساواة ميزان العدل ولم يقف المضمون الكلي للقرآن عند تلك الأبعاد بل تتعداها إلى اعتبار المساواة بعد أخلاقي فجعل كل أسباب التميز موبقات حرمها ونهى عنها وبتدبر القرآن بالبحث والتمحيص وفقاً للمنهجية التكاملية الموضوعية يتضح أن المساواة هي المقصد والعلة في تحريم أغلب الموبقات مثل الظلم والجور والبغي و الكبر والسخرية، لأنها الباعث على تميز واستعلاء وتسلط الإنسان على الإنسان ،كما جعل القرآن المساواة قيمة معيارية للإيمان و للمنجيات من الفضائل كالحب والعطاء والتواضع والإيثار والتكامل والاتحاد.
أحمد محمد الحاضري
القيمة الكاملة للمساواة في التشريع المنزل 1528