الموضوع اكبر من حجمه والحقيقة غامضة اكبر من أن تروى والراوي أكذب من أن يستساغ كذبه على صحيفة حمراء والتاريخ أبيض ولا يبحث عن ناصعي الاحمرار لم يكذب التأريخ إن كان كتَّابه أشراراً, بينما لم يمسح فم اليمنيين من يحمل في قلبه خنجراً ولن يدعي القبيلة ما دام فيها خائنا ولم يدعي الإسلام من يقتل الإسلام لا بساحة المعركة بل في بيت الإسلام (الجامع والمدرسة ودور التحفيظ) لم تكن حرباً لمقر حزبٍ لتروى سيرة متتبعيهم بل كان يَروى سيرة متكبريهم لم يكن القشيبي جندياً سهلاً لم أخطئ إن قلت جندي فالأضداد في معاني الشهداء تختلف فلم يُذكر بطلٌ من أبطال الله بل ذُكر جندٌ من جنود الله .
هناك دارت في مركزه في منبع قوته, في مركز حياته أو موته دوِّنت خطة خالد ابن الوليد وكُتبت خطة ابن الأيوبي وطُبقت مُؤَامَرَةُ ابْنِ العَلْقَمِيِّ.
لم يكن ضعف الرجال في عهد الخليفة العباسي المستعصم بل قوة الرجال في عهد القشيبي لم يذكر التاريخ أن هناك جماعه تتسلح دينيين بل دنيويين اصبحوا يتعلقون بالدين بينما هم معتقلين لدى الدين ليس هناك خسرانا في استشهاد القشيبي بل ربحا للوطنين وخسارة للخائنين فاستشهاد القادة عبر تاريخ الأمم هم الذين ذهبوا بدون مقابل هم بداية لولادة جديدة لوطنين فموت الشهيد هو صنع وطني واكثر ما يصنع الحضارات هم القادة الشهداء لانهم ضحوا بأنفسهم بدون مقابل لا مال اقتنوه ولا مصلحة أخذوها بل لينقذوا وطنا سلبه انصار الله بينما هم لصوص الله لم يكن القشيبي يمثل بالنسبة للصوص الله سلاحا بل كان معركة بحد ذاته. فاختُطف واقتُتِل باسم الوطن المنتسب للدين فكانت بشارة الله خيرا حيث انه لم يُقتل على لبنة ارض أو رمي عشوائيٍ في سوق عكاظ بل قُتل واستشهد على يد لصوص الله قومنجين التتار ومناصري الخونة .
هنا كانت كل المشكلة لدى الحوثي أن من مات لم يمت إلا وقد صنع حضارة لقوة عسكرية لدى الجنود لم يُعلم جنوده كيف تأتي الرتب العسكرية مثلما يعلمون صغارهم كيف تأتي الجنة بل كان يعلم جنوده كيف الثقة بالله وحب الوطن وكيف الجندي وما هو الجندي بالنسبة للوطن فدافعوا عن الوطن المنتسب للدين بينما المتمردين يبحثون على الجنة وهم على حافة النار من يبكي ومن يرثى ومن يعزي هم انفسهم من قتلوه لان البكاء هنا في قتله هو فرحة كبيرة للوطنين الم يكن استشهاد عزالدين القسام هو إعلان ولادة جديدة لكتائبه التي تصارع اقوى موجة في العالم (إسرائيل) لم يكن استشهاد الإمام حسن البناء هو موت لدعوة بل كان إحياءً لفكرته مات فرداً ليحي مائة مليون في العالم.. ألم يكن موت الحر ميلاد ألف, لم يكن العجوز في محمية صبية عجوزاً ولم يَكن الوحش قد قتل ثائراً ومات, الأرض لم تنجب ثوراً- فدرويش قال:
الوحش يقتل ثائرا
والأرض تنبت الف ثائر
يا كبرياء الجرح لو مت
لحاربت المقابر
لم يجتمع معنى مذ ولادتي وأنا معانق نافذة الأبطال أن يجمع بين الوطن والثورة أن يجمع بين الثائر والوطني لهذا مهما تكبل الأحرار أو خسروا فلا أخشى عليهم فقد تركوه لمن هو أحق منهم لم يورثوه باللغة بل ورثوه بالعمل لم يشر التاريخ بإبهام أصبعه أن الأحرار تكبلوا على قيود العبيد.
لم يكن من قتل القشيبي هو الحوثي وحده بل كان حوثي الجيش, فلذلك من قتل القشيبي ليس أعداؤه بل خونته ليتلقاه أعداؤه فينفذوا ما في خزائنهم على جسده. لم يكن عبدالله عزام قد اخطأ حينما أصاب في مقولته, بينما اخطأ الرواد القوادون بنسيم ورائحة هذ الوطن إلى الغبراء هم قادة الجيش ورئيس قوتهم هم المعركة التي خاضوها مع القشيبي لا لإحيائه بل لقتله لَكَمْ يُكنى هؤلاء بأتعس الألفاظ إن كانوا بشراً.
فعبدالله عزام لم يقل عبارته من طول أمد وفراغ انتظار, بل قالها بمعنى قلبي لتدونه رسالة وطنية, حيث قال "إذا أردت تحرير وطن ضع في مسدسك عشر رصاصات تسعة (للخونة) وواحدة للعدو فلولا (خونة الداخل) ما تجرأ عليك عدو الخارج".
لم يكن الحوثي خائناً بل كان عدواً, بينما كان مدعي الوطنية هو خائن ومُلهم الجيش هو مخادع مات من يموت في ثورة الجيش وعاش من يعيش على ثروة الجيش ولن اختتم بمرثاة للشهيد ولكن سأختتمها بمرثاة لنا نحن الأحياء للقصيمي:
انـتحرتم ؟! نحن الذين انتحرنا
بـحـياة أمـواتـها أحـيـاءُ
أيـها الـقوم نـحن مـتنا فهيا
نـستمع مـا يقول فـينا الـرثاءُ
عزام احمد نعمان
عَدُوَّان مُشْتَرِكَانِ فِي قَتْلِ القُشَيْبِي 1164