إن الذي يساعدنا على التغيير الذاتي هو: أن نمارس المراجعة من خلال الخلوة الذاتية, فنخلو بنفوسنا ليلاً أونها راً، ونختار مكاناً هادئاً ثم نفكر ونتأمل وننظر ونقلب أرشيف الدماغ ،لأننا في شهر الخلوات النفسية التي نتجرد فيها نهارا عن مطالب المادة ولوازم الشهوات، ثم نسأل أنفسنا هذه الأسئلة: ما ذا عملنا ماذا قدمنا لأمتنا ومجتمعنا بعد رمضان الماضي؟ ثم يسأل القارئ الصائم نفسه: ماهي الأعمال السلبية التي عملتها بعد رمضان الماضي وساهمت في تقوية الفساد في المجتمع مع الفاسدين؟ كيف كانت مواقفي نحو الآخرين بعد رمضان الماضي؟ هل زاد وعي بما يدور في بلدي أم زدت جهلا وبلادة لما يدور؟ ماهي خطتي للاستفادة من رمضان الجديد؟.
لنثق بأننا في هذه الخلوة الخالصة لله الربانية سنكون أكثر قبولاً للتجديد والتغيير وقبولاً للأخر بوعي، ولنثق بأن العلم الصادق الصحيح ينبع من الروح الشفافة التي نحصل عليها في رمضان، ويفيض من القلب، ويتفجر من عيون النفس الزكية المشرقة، ونكون بهذه الخلوة الفكرية والتأملات والمراجعة أصحاب نفوس عظيمة بعظمة حدث يوم القيامة التي أقسم الله بالنفس اللوامة لعظمتها" لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ" القيامة : 2 " المراجعة والمتراجعة.
وأذكر الصائمين بأن يتذكروا بأن هدف صوم رمضان العام هو: إعداد الأمة المتقية التي تجعل بينها وبين الظلم والظلمة، والفساد والمفسدين، والسرقة و السرق، والزور و المزورين، والنفاق و المنافقين، والكذب والكذابين، والغش والغشاشين وقاية وحواجز وبعد التقوى، وهي تهيئة النفوس لعلكم تتقون، تكون النفوس قابلة للمراجعة وقبول الحق وقبول التغيير، لنتذكر بأن رمضان فاصل بين عامين؛ عام مضى وعام قادم، يأتي هذا الفاصل ليتداركنا جميعاً، ليتدارك النفس الإنسانية ويخرجها من الجمود والركود والملل والغفلة، وقد تغرق في متاهات الحياة، فيأتي رمضان سمواً بالنفس إلى عالمها الروحي السماوي الملائكي في حدث التوازن.. اللهم تقبل صومنا..
محمد سيف عبدالله
مراجعة ما تحقق من أهداف الصوم 1455