قال بيان منسوب لتنظيم " داعش " ونشرته الوطن المصرية بأنه سوف تكون هناك عمليات تفجيرية لمنع الفساد واللهو والعبث في أراضي دولة الخلافة , ومما جاء في رسالة القيادي في " داعش " أبو سياف الأنصاري " من أن جنود دولة الخلافة الى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ، الأستاذ جوزيف ... كنا قد نشرنا موضوعاً عن مونديال 2022 لكرة القدم ، الذي قررتم إقامته في قطر، ومن هنا نخاطبكم للمرة الثانية، فلقد خاطبتكم القاعدة في 2010م عندما قررتم ، أو اشترى ذمتكم أمير قطر السابق، من أجل إقامة المونديال في 2022م بقطر "
وتابع: " قامت دولة الخلافة ، فلن يكون هناك مونديال في دولة اسمها قطر، لأنها ستكون إمارة اسلامية تحت حكم الخليفة "أبو بكر البغدادي" أمير المسلمين، وهو لا يسمح بالفساد واللهو والعبث في بلاد المسلمين، لذا نقترح عليكم إيجاد بلد بديل ، والدولة الاسلامية الآن صواريخ سكود بعيدة المدى وتصل إلى قطر بسهولة ، والأمريكان يعلمون هذا " .
هذا ما تفضَّلت به علينا كثير من وسائل الإعلام العربية والأجنبية . الناظر في محتوى البيان سيجد ذاته إزاء تنظيم إسلامي تم سلقه على عُجالة وعلى طريقة الروس في طبخهم بيض الدجاج, كذلك هو حال " داعش " التنظيم الذي أعده صناعة أنظمة سياسية استبدادية محاربة لبعضها البعض في سوريا والعراق، وليس بمستغرب إذا ما تم استنساخه بأكثر من بلد.
نعم إننا إزاء تنظيم هو أقرب إلى الأنظمة العربية ومخابراتها من أن نحسبه جزءاً من تنظيم القاعدة الذي بكل تأكيد انتهت مهمته والآن يتم إفراغه وإن بمسميات مختلفة مثل الدولة الاسلامية وأنصار الشريعة وجبهة النصرة وهكذا دواليك من المسميات الحركية الكاثرة في قابل الايام.
تنظيم متطرِّف وإرهابي ومع ذلك يخاطب جوزيف بلاتر – النصراني الكافر وفق خطاب القاعدة وبناتها – بالأستاذ جوزيف ، يا سلام على هذه الكياسة واللباقة والتسامح!! كأنما رسالة أبي سياف الى رئيس الفيفا تم صياغتها في وزارة الشباب والرياضة اليمنية لا جماعة شعارها " الجزية أو السيف ".
تصوروا خليفة المسلمين يخاطب الفيفا وكأنه ناطق مكلف بما لم يجرؤ على قوله الملوك والامراء والرؤساء المعارضين بشدة لتنظيم قطر لهكذا محفل دولي ! فمثلاً يقول: لقد قررتم إقامة المونديال في قطر، أو اشترى ذمتكم أمير قطر السابق " .
ليت الأمر توقف عند تحول ""داعش من تنظيم مسعاه استعادة الخلافة الاسلامية الى تنظيم هدفه إفشال مونديال قطر فتارةً يتقمَّص دور لجنة تقصِّي الحقائق لإدانة قطر وأميرها بالرشوة لأصوات ممثلي الفيفا وتارة أخرى نراه يماثل القذافي أو صدام في تهديدهما بضرب إسرائيل بصواريخ سكود.
"داعش" تقترح على رئاسة الفيفا إيجاد بلد بديل لقطر الدولة الإمارة التي صارت من دولة "داعش" العظمى وإلا " فإن صواريخ سكود بعيدة المدى ستصل الى قطر بسهولة والامريكان يعلمون هذا " والجملة الأخيرة بمثابة البهار للطبخ.
فلكي تثبت انتماءك لتنظيم إرهابي يتوجب عليك الاشارة الى الامريكيين، ولا يهم بعدئذ ما إذا كان تهديدك لقطر أو اليمن أو العراق أو أو... الخ.