;
د. عبد السلام الصلوي
د. عبد السلام الصلوي

خواطر رمضانية فن تناول الطعام صحياً 1193

2014-07-09 16:33:47


يقضي معظم الناس شطراً كبيراً من حياتهم لا يشغلهم في الغالب سوى الأكل والشرب.. ولعلنا نذكر قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما قال: "المعدة بيت الداء.." وهو القائل أيضاً: "صوموا تصحوا".. إننا هنا نتناول مسألتين على جانب كبير من الأهمية لما تسبب من اضطراب في صحة الجسم والعقل أو تحسين الصحة والحفاظ على قوى الإنسان وتجدد شبابه باستمرار.. أما المسألتان فهما الأكل والصيام.. وقد قيل الكثير حول الوجبة الغذائية الصحيحة التي يجب أن تحتوي على البروتينات والنشويات والأملاح المعدنية والفيتامينات.. ونحن هنا لن نستطرد في الحديث حول هذه النقطة, بل سيدور حديثنا حول الأخطار أو الأوهام التي تملأ أذهان الكثيرين والتي تعودوها في حياتهم.. ثم سنتناول بعد ذلك الصوم كعلاج بسيط وسهل لتجديد الحياة والشباب من الأوهام الشائعة أن الأعمال الثقيلة تستدعي كمية كبيرة من الطعام والحقيقة أن العمل العضلي لا العقلي هو الذي ينهك الجسم ويجعله في حاجة إلى الغذاء، فيزيد وزن المشتغل بعقله دون عضلاته من غير أن يأكل إلا القليل.. وإنما يلزم تلك الفئة من الناس الرياضة البدنية وإلا فلمحتم عليهم أن يقللوا كمية الطعام التي يتناولونها..
نقطة أخرى باتت سمة وعادة لدى الكثيرين من الناس في هذا العصر، هو التهام الطعام بسرعة وإدخال لقيمات كبيرة تملأ الفم بأسلوب يخلو من الذوق والأدب والتحضر وذلك دون منح الطعام الفرصة الكاملة لكي يتم طحنه وهرسه داخل تجويف الفم قبل بلعة.. وخاصة المأكولات الناشفة والساندويتشات والهمبورجر، تلك الأطعمة التي تضطر الإنسان إلى التهامها وأكلها قبل بلعها، إضافة إلى الهرولة التي يعيش فيها الإنسان في هذا العصر وكثرة شواغله.. 
إن القصد هنا يهدف إلى تجنب الإنسان دفع الطعام إلى معدته سواءً أكان الطعام جامداً أم سائلاً؛ إذ ينبغي تجرع السوائل جرعات صغيرة كما ينبغي لوك الأطعمة الصلبة وتنعيمها جيداً.. وتتلخص أضرار الأكل السريع في الآتي:
ـ قلة استعمال الأسنان بكاملها والفكين مما يجعلها عرضة للخلل والتساقط.
ـ قلة اللعاب الممزوج بالطعام ومن ثم نقص الهضم ولاسيما في المواد النشوية.
ـ عدم تنعيم الطعام ومن ثم بطء الهضم.
ـ عجز أعصاب التذوق عن إشعار المعدة وسائر الجهاز الهضمي بأنواع وكميات العصارات المطلوبة لهضم الطعام ومن ثم عسر الهضم.
ـ الإكثار من التوابل والمخللات والشطة حتى يستلذ الشخص طعامه ويلتهمه بسرعة ومن ثم تتهيج الأغشية المخاطية.
هذه هي مخاطر التهام الطعام بكميات كبيرة وبسرعة.. ولكن كيف يتخلص الإنسان من هذه العادة الضارة والسيئة؟
أولاً: يلزم أن يطيل المرء مدة جلوسه على المائدة بقدر المستطاع وإخلاء الفكر من جميع الشواغل والهموم التي تدفع الإنسان إلى سرعة الأكل وهو لا يشعر، وخاصة الأشخاص الذين يتناولون بعض الوجبات في مقر أعمالهم. ولعل أقرب الطرق إلى النجاح يكمن في مضغ اللقمات الأولى من طعامه بشكل جيد وببطء، والتعود على تناول الطعام ومضغه ببطء كي يشعر بلذة الطعام الذي يتناوله لأن شعور الإنسان بلذة الطعام يعد عاملاً هاماً في تهيئة الإنسان لهضمه، فكلما زادت لذة الطعام زاد إفراز عصارات المعدة.
يعاني بعض المرضى وخاصة الأطفال من حالة فقدان الشهية للطعام، أو قلة كمية الطعام الذي يتناولونه ويعود السبب إلى محاولة تناول طعام غير مرغوب فيه.
كما يحدث عندما رغم طفل تناول أي طعام بصورة قسرية، إن سوء التغذية عند الأطفال والبالغين لا يعني نقص الغذاء فحسب.. بل قد ينشأ أيضاً عن نقص في كمية الغذاء وعدم استكمال عناصره التي يحتاجها الجسم وقد ينشأ سوء التغذية في حالات الإفراط في الأكل وتناول بعض أصناف الطعام بمقادير أكثر مما هو لازم للجسم، أو عندما يتناول الإنسان أي وجبة طعام غير متوازنة وتفتقد للعناصر الضرورية.
 وهنا تبدأ أثار سوء التغذية تظهر بعدة صور مرضية وخاصة لدى الفقراء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد