ربما كانت الأقدار حاضرة على أن يظل هذا الشعب اليمني أسيراً لتلك التناقضات ورهينة لتلك المتغيرات ومصدراً لتلكً المفارقات ورفيقاً لتلك المعاناة والأزمات والحروب والمواجهات والتي باتت عنواناً لتاريخ الأمس وثقافة اليوم.. وهكذا أصبحت مثل تلك المتغيرات والتوجهات العامة والخاصة ينطبق علي أوضاعنا وعلى توجه القيادة والحكومة والمجتمع الدولي تجاه الشعب اليمني بشكل عام والقوى الوطنية والثورية بشكل خاص.. وذلك من خلال الاستماع والاقتناع والقبول بمطالب وطموحات وتأملات الشارع اليمني والمجتمع عموماً.. وفي نفس الوقت هناك تحفظات وتوجهات لا تلبي ولا تقضي مطالبة وحاجاته.. وهذا هو الواقع ليس.. إلا؟ لا سيما عندما أصبح موقف القيادة والحكومة والجهات المعنية من تلك المتغيرات ومن تلك الأحداث والخروقات والمواجهات وتردي الأوضاع موقف المتفرج والمتخاذل.. وتبرير كل تلك الخروقات والفوضى والاختلالات من قبل الجماعات المسلحة والخارجة عن النظام والقانون على أنها تتعلق بالتدخلات الخارجية والعراقيل التي تضعها بعض القوى والجماعات المناهضة والمغايرة للتوجه العام لليمن الجديد.. وهكذا كلما نتعالى ونتفاءل بقرار أو بتوجه أو بتصريح للقيادة يقابل وعلى وجه السرعة بأعمال وأفعال مضادة ومعاكسة.. فعندما تفاعل الشعب واستبشر الكثيرون بتعين وزير الداخلية الجديد عبده حسين الترب نظراً لما حظي هذا الوزير من مميزات ومن صفات وطنية ورقابية وإدارية وميدانية ممتازة ربما أعادت للمؤسسة الأمنية وللشارع الثقة والتعاطي مع تثبيت الأمن والاستقرار, سرعان ما واجهت استراتيجيات الوزير الجديد تحديا وتدخلا والوقوف أمام قراراته وتوجهاته ومسؤولياته.. أيضاً وعندما تم تغيير وزير النفط والمالية والكهرباء والخارجية ربما تنفس الشعب الصعداء وخصوصاً بعد أن توالت وتعالت وتفاقمت الأوضاع وزادت الاتهامات والتحريضات والتهم ضد قيادات تلك الوزارات على أنها هي العائق الأكبر أمام الاستقرار في اليمن.. سرعان ما تفاقمت وزادت تلك المعاناة والمناكفات والمتغيرات المحلية والخارجية وزيادة في الانقطاعات الكهربائية وندرة في المشتقات النفطية.. واستبشر الشعب عندما توجه الجيش لإخماد ودك أوكار ومعسكرات تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية والتخريبية في أبين وشبوة ومأرب على أن تطال تلك الحملات والتوجهات لملاحقة وردع الجماعات المسلحة والعابثة والتخريبية والمعتدية والمتمردة في المناطق الأخرى لاسيما عندما يتم الاعتداء على أبراج الكهرباء وناقلات النفط وقطع الطرقات والاعتداء على المعسكرات والتمترس ومحاصرة المدن والطرقات سرعان ما قوبلت مثل تلك التوجهات بالزحف وبسط النفوذ ومحاصرة عمران وضواحي العاصمة.. قام سلاح الجو بالضرب على بعض المواقع الحوثية في همدان وعمران المعتدية تفاءل العامة أن الدولة قامت ولن تتراجع إلا بتطهير وسحق وردع كل من تسول له نفسة أن يتمادى ويعتدي على السيادة الوطنية.. يتفاجأ الشارع والشعب أن مثل تلك الخروقات والاعتداءات زادت توسعاً بل وصلت إلى العاصمة وبدون أي مواقف رادعة وثابته وشامخة من قبل الجهات المعنية.. فهل يا ترى ستعي تلك القيادات وتلك الإدارات والوزارات على أنها تناقض وتعاكس توجهاتها وتخالف إداراتها ومسؤولياتها وأمانتها..؟ وهل سيعي الشارع اليمني أنه ضحية تلك المهاترات وتلك التحفظات والتوجهات العقيمة والتي لا تعالج إلا بأنصاف الحلول..؟ لهذا يبدو أن القيادة والحكومة والمجتمع الدولي يطبقون وينفذون على الشعب اليمني معاني ومقاصد هذا المثل اليمني (لا تكسحه ولا تقضي حاجته) والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
لا تكسحوا الشعب ولا تقضوا حاجته..!! 1112