;
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

فن صناعة الإرهاب (3-3) 1351

2014-07-08 19:10:27


من الأهمية بمكان أن نعرف الإرهاب لنعرف مدى مشاركة الدولة للتساهل معه، بل وصناعته لتتخلص من مسؤوليتها نحو الشعب، فتعريف الإرهاب الأكثر شيوعا والذي لا يعترف به من يقومون بالحروب من الدول والجماعات، ولم يعلنوا عنه بديلا هو" كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه، يقع بهدف تنفيذ مشروع إجرامي فردي أو جماعي من قبل القائم به وهدفه إلقاء الرعب بين الناس وتدمير مساكنهم ومساجدهم ومؤسساتهم العامة أو الخاصة، ويحاول فرض سيطرته الفكرية والسياسية والاقتصادية بالسلاح وبالقوة أيا كان نوعها، وممارسة ترويع الآمنين ومصادرة منازلهم وأموالهم وتعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، ونشر الاغتيالات لرجال القوات المسلحة والأمن وكل مواطن يخالف تصور المحاربين ويرفض فكرهم الانحرافي والسلوكي، أو تعريض المصالح الوطنية للخطر" هذا تعريف جامعة الدول العربية للإرهاب، إذا فكل من يفرض أفكاره ومعتقداته وتصوراته الخاصة سياسيا واقتصاديا بالقوة فهو يمارس الإرهاب، فإذا مارسها فرد على فرد كان إرهابيا فرديا وإن مارسها على شعب فإنه يرهب شعبا، وكذلك الذي يعمل على خنق الأمة بتدمير مؤسساتها وقطع طرق تحركها الاقتصادي، ومنع وصول حاجاتها من مطالبها الحياتية التي لا تستقيم الحياة إلا بها، كمن يدمر محطات التوليد الكهربائية ويمنع شاحنات النفط والديزل من المرور، ويفجر أنابيب نقل البترول، يعد إرهابيا لكونه يستعمل القوة لإرهاب الشعب، وبالنظر إلى هذه المفاهيم للإرهاب نرى أن أشمل من تنطبق عليه هو الحوثي ومليشياته التي تمارس مليشياته وأسلحته الثقيلة والمتوسطة والخفيفة كل أنواع الإرهاب والقتل والاغتيالات، وينشر الخوف والرعب ويدمر المؤسسات الخاصة والعامة، حتى بيوت الله يرهبون فيها المصلين، في الوقت التي تتخاذل الدولة عن مقاومته وتتساهل معه لفتح الباب له ليمارس بمليشياته كل أنواع الإرهاب على الأفراد وعلى الشعب وعلى المؤسسات الخاصة والعامة، وتمنع الدولة نقاش قضية الحوثي وإدخاله كمنظمة إرهابية في المجتمع الدولي، وتتحاور معه على الندية لها رغم ما يرتكبه من إرهاب عام وخاص، أليس هذا الفعل من صناعة الدولة للإرهاب الحوثي، ويفضح تواطؤها ووزير دفاعها في تفريخ ونفخ بالون الإرهاب الحوثي ليخيف المواطنين في كل مكان، في ساحات المواجهة وغيرها، وهكذا قل في تعامل وزير الدفاع ممثل الدولة في مواجهة الإرهابيين من أنصار الشريعة التي يهدمون الدين، ومن القاعدة التي تبت تواطؤهم مع الغربيين، وفتح الباب لهم لدخول جيوشهم إلى بلاد المسلمين وتخاذل الدولة في وضع الحماية الكافية لرجال القوات المسلحة والأمن، مما يسهل لإرهابيي القاعدة قتلهم بغير حق إلا أنهم يحمون الوطن ويقومون بواجبهم نحو أمتهم، فهل هذا يكفي ليدلنا على فن الدولة من أعلى قمتها مرورا بوزرائها المعنيين بمنع كل من ينتهك حرمة الشعب وتركهم في البلاد يعيثون فسادا دون قرار حاسم يقطع دابرهم.

 ومن المفيد جداً أن يعلم كل مواطن مسلم أنه لا صحة مطلقاً للفرق بين الرافضة الحوثيين، ومن يطلق عليهم بالقاعدة أو حماة الشريعة والداعشيين، بل هم كلهم وجوه لعملة واحدة، ينفذون أعمالا لصالح أعداء الشعوب التي تمكنهم من السيطرة على البلاد فداعش والقاعدة وحماة الشريعة صنيعة استخباراتية تجعل الجيوش الكافرة تتحرك لضرب المسلمين تحت مبرر مقاومة الإرهاب، والرافضة الحوثيين المتخلفين فكريا وعقائديا وسياسيا، يضاف إلى ارتباطهم بالعدو الخارجي الذي لم يعد يخفى على احد أنهم يحققون التمكين لإيران المتحالفة مع اليهود والأمريكان تحالفا اصبح ظاهرا على السطح وانكشف الغبار عن تزاوج بين اليهود والأمريكان الشيطان الأكبر والذي في لوحاتهم الدعائية الموت لهم، وإذا أردت التحقق مما قلناه, فتمعن فيما تمارسه داعش في سوريا وما تمارسه في العراق من تناقض في خروجهم على خطة المقاومة الشعبية للحرب الطائفية لتفتح الباب لأسيادها في طهران وفي واشنطن لضرب المسلمين في العراق الذي تقوم في تدميرهم هي في سوريا بالنيابة، وانظر لهم في اليمن فلم نرَ للقاعدة ولا لحماة الشريعة مواجهة ميدانية مع الحوثيين، والعكس كذلك، ولم نسمع لهم إلا اتهام كل منهم للآخر بالتكفيريين، مع أن كلاً منهم تكفيري يكفر المجتمع المسلم الذي لا يؤمن بفكرهم الإرهابي، والإرهاب الممارس من الفريقين ومن يعملون تحت قيادته من أسيادهم إنما هم ضد الشعب اليمني والشعوب كلها، وينسقون مع مخابرات الدولة لصناعة الإرهاب المطلوب للشعوب والتخلص من قيادات عسكرية تخشاها الدولة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد