يا من يقسون على "الإصلاح" و"الإخوان" لقد أثبت هذا التيّار أنّهُ وقت الأزمات (حمّال أسيّة).. كما يقول إخواننا المصريون،،، يغشىٰ الوغى ويعفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ.. كما يقول عنترة العبسي.
لك الله يا إصلاح، لكم الله يا إخوان (تكبرون في أعيننا حين يصغُر الكثير من صُنّاع الكلام ). قد يكون لكم الكثير من التجاوزات والأخطاء لكنّها تصغُر بل تكادُ تتلاشى لحظةَ الموقف. مثلكم مثل غيركم ترتكبون أخطاء تكتيكية وأحياناً استراتيجية في السياسة والإدارة والحُكم لكنّكم تبقون أبعد الأطراف عن الأخطاء الأخلاقيّة، وإن جرفتكم الأحداث إلى شيء من أخطاء الأخلاق- قسراً- تكونون آخر من يصِل. هكذا أثبتت أحداث اليمن ومصر وتونس وفلسطين والمُعترِض إمّا أعمى أو مُكابر.
رُحماكَ ربّي بهذه الثُّلّة المُرابطة على ثغور الأمّة تسُدّها بأرواح أبنائها وفلذات أكبادها، هذه الأمّة المُخترَقة حتّى النُّخاع، وبداخلها يمخُرُ السوس من أبنائها ليُهلك ما لم يستطع الأعداءُ إهلاكَه، ويبقى على الثّغورِ رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبَهُ ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا، وليخسأ أربابُ الكلامِ جميعاً ولو كُنتُ واحداً منهم. سيقول بعض أصدقائي لم تَعُد موضوعيّاً كما عوّدتنا، أقولُ لهم: عفواً لم يعُد أمامنا وقتٌ للموضوعيّة، فالموضوعيّة قد تكونُ مُقدَّمَة ولازمة حينما يكونُ في الأمر سعَة، لكنّها تصبحُ لحظةَ الموقف خيانة. الموضوعيّة الوحيدة التي أعتقدُها الآن هي: عودة حقوق الأمّة المُغتصبة، عودة أراضي الأمّة المُستباحة، عودة حقوق المسحوقين المنهوبة، عودة آمال المُتعَبين المسروقة وما سوى ذلك فهو خارج نطاق الموضوعيّة. أفيقوا يا رفاقي في الغفلة أو خلّوا سبيلي فما عُدتُ أُطيقُ غفلَتَكم التي تجاوزت كلّ حدود الموضوعيّة.
د. جلال طاهر
الموضوعيّة والإخوان 1284