من حقنا أن نسأل رجال دولتنا من أعلى الهرم فيها عامة، ولوزير الدفاع خاصة، هل في نظر العقلاء تكون الحرب الوقائية من الإرهاب الموهوم، وترك الحرب ضد مليشيات خارجة على الشعب تقتل وتدمِّر وتمارس الجرائم ضد الإنسان اليمني،؟ وأنتم ترونهم قريباً وتتحادثون معهم سراً وعلناً، فلم نسمع لكم ذكراً لها، بل أصبحت الابن المدلَّل لكم، إن الإنسان اليمني أصبح فاقدَ الثقة فيكم ولم يعد يصدق مزاعمكم، وهو يرى وزير الدفاع يفك الحصار عن الحوثي ومليشياته التي ترتكب أكبر وأبشع الجرائم في حق أمتنا، ويفتح له الباب للتقدم نحو المدن واحتلال المديريات، إن وزير الدفاع في لجنته التي سماها لجنة الرئاسة، يعلن مبادئ ولكن العمل على الأرض بمبادئ أخرى، تخالف كل ما يعلن عنه من اتفاقيات بين وزير الدفاع والمليشيات الإرهابية الحوثية التي تفتك بالشعب وتقضي على تطلعات ثورته, ألا يدخل هذا في الخيانة العظمى؟ والإرهاب الإعلامي الذي لا يقول الحقيقة, إنه عمل يُشعر بتذبذب وزير دفاع شعبٍ أبيٍ يخذل من نصرة الحق ويفتح الباب للإرهاب العلني والخفي ليخلخل كيان الأمة ويقضي على ثورتها التغييرية بطريقة لم تعد خافية على أي فرد في شعبنا يحترم نفسه، وكل فرد من يمن الإيمان يحترم نفسه إلا فريق المرتزقة وقيادة فاشلة في إدارة البلاد فالحة في صناعة الإرهاب لتخويفنا حتى تظل على رقابنا وتحت وطأة الدعوة المصنوعة لمحاربة الإرهاب، وأخشى أن عقلاءنا الذين يدركون حقيقة ما يدور بين القيادي الميداني لمليشيات الحوثي الإرهابية والقيادات السرية لما يعرف بالقاعدة الموهومة، وبين وزير الدفاع هم أولئك البسطاء الشرفاء، وأن المتربعين على إدارة البلاد يتلاعبون بها ليجروا البلاد إلى حرب طائفية ومناطقية ودينية تحت فكر ديني متخلف وغوغائية طائفة لا تدرك الخير من الشر، يقوده من غرس في قلوبهم الحقد ونُزِعت الرحمة والإنسانية من قلوبهم، وهي حقيقة لم تعد خافية، وأخشى على شعبنا أن يغسل يديه من قيادة صامتة تُوكِل إلى وزير دفاع موتور وربما وراء أكمته ما وراءها، ليقوم بما يجب فينفذ ما يُحب هو، لا ما يريد الشعب، ومن ثم يصبح صاحب المليشيات المتمرد هو المنتصر الفعلي، وهل الحرب داخل الوطن وضد المواطن من الإرهاب فيها أحد منتصر ؟ يجب أن تعي المليشيات الحوثية ومليشيات القاعدة الخفية حقيقة تاريخية، وهي أن أوج انتصارها بقتل الأبرياء هي كارثة هزيمتها المتوقعة بإذن الله ولو بعد حين، فالنصر إنما يكون لمن تكون له العاقبة، وليس لمن يسلك سبيل اللعب على رؤوس الثعابين ويعبر إلى الضفة الأخرى, فانتصار شعبنا سيكون بإذن الله بثباته بقوة على مبادئه وسلميته ودعوته للدولة ولمليشيات الإرهاب الحوثي والقاعدي للدخول في السلم كافة، وإلا فإن الله على نصر شعبنا المظلوم لقدير، فالمنتصر بالحرب يُهزم تحت قوة القوى التي لم تحارب، ولكنها تعلو بصبرها وتقوى بتكاتفها وتخرج مجتمعة ثابتة ضد المحارب المنتصر، فمليشيات الحوثي تحمل عوامل ضعفها معها وأسباب هزيمتها في بنادقها، وما مليشيات المالكي الطائفي في العراق عنا ببعيد، إذ تساقطت أمام ضربات الشعب السني العراقي الصابر كالفراشات، ممَّا جعل المالكي ينهق كالحمار مستنجداً بأمريكا وبـ"سيستانه" وإن غداً لناظره قريب, (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا).
د. عبد الله بجاش الحميري
فن صناعة الإرهاب (2-3) 1144