في الوقت الذي تشهد فيه بلادنا "عملية وفاق وتوافق" منذ اكثر من عامين إلا أن أثار الأزمة مازالت تراوح مكانها وتلقي بظلالها على كافة مجريات الحياة، فلم يسلم من المهاترات الحزبية والخلافات السياسية حتى رجال الدين وعلماءه الأجلاء، حتى وصل الأمر إلى درجة أن يُمنع خطيب ما من إلقاء محاضرة من على منبر احد المساجد، ليس لسبب إلا لأنه ينتمي إلى هذا الحزب أو ذاك، شيء غريب بجد و يدعو للاستغراب والاشمئزاز أن يحدث مثل هذا في ظل ما نشهده من توافق!!.
****
أدرك تماما أن بعض الخطباء وللأسف الشديد قد خرجوا عن الإطار الديني المناط بهم كرجال دين يقع على عاتقهم ضرورة تنوير المجتمع وتبصير الناس وتعليمهم ما يضرهم قبل ما ينفعهم من أمور دينهم ودنياهم، بدلاً من أن يحولوا منابر الدعوة إلى الله إلى أدوات ترويع المجتمع وغرس قيم الشر والفساد والتشجيع على الفوضى ونشر الحقد والبغض بين أفراد المجتمع المسلم، ونشر كل ما من شأنه يؤدي إلى النزاع والاقتتال بين أبناء المجتمع الواحد..
من المؤسف أن الكثير من أئمة المساجد حولوا بيوت الله تعالى إلى أبواق للخداع والكذب ونشر النفاق والترويج لساسة الأحزاب والتنظيمات والطوائف التي ينتمون إليها.
كما ومن المؤسف أن بعض علمائنا هداهم الله قد حولوا بيوت الله إلى منتديات سياسية بحيث لا تكاد تخلو أي خطبة من كلام جارح وسب وشتم و تحريض حتى أن احد الخطباء يلعنوا أقواماً من على منبر الجمعة.. تخيلوا!!.
ألم يعي هؤلاء الخطباء- هداهم الله- قول المولى تعالى "وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احد"..
أنا هنا لا ادعوك أيها الخطيب إلى الابتعاد عن الأزمة الحالية ولكنني ادعوك إلى ضرورة مراعاة الاعتدال والتوازن بين أمور الدين والدنيا، كما ويقع عليك أيها الخطيب ضرورة تعريف الناس بواجباتهم أمام وطنهم وبحقوقهم المشروعة لا أن تكون سبباً في إذكاء الصراعات بينهم.
ختاماً.. المساجد لله ولذلك يجب أن تكون لله تعالى، وأن تكون بعيدة كل البعد عن الصراعات والمهاترات الحزبية والسياسية الضيقة, كما ويجب أن تكون مساجدنا نظيفة خالية مما يعكر صفو المصليين، وأيضاً تبقى مسألة نظافة المساجد هي بحيث باتت الروائح الكريهة.
محمد فضل الحضرمي
وإنّ المساجد لله!! 958