ثالثاً: ارتفاع التوتر الشرياني
سواء كان أساسياً أو ثانوياً لقصور كلوي، حيث يفيد فيه إنقاص الغذاء والإقلال من ملح الطعام ومن المواد الحادية على الصودا كالمشروبات الغازية، والامتناع عما يساعد على التحكم بمستوى الضغط الدموي من خلال استخدام شراب اليانسون وغيره.
رابعاً القصور الكلوي الحابس كلور الصوديوم:
مع الصيام يمتنع المريض عن الملح مادام يعاني من تورم، ثم بعد زوالها يقلل منه، ويتوقف هذا الإداء على نتائج التحليل المخبرية ورأي الطبيب المعالج، وتجدر الإشارة هنا إلى أن القصور الكلوي يوجب الفطر.
خامساً خناق الصدر
يمنع المريض من تناول الأغذية الثقيلة والدهنية، كما يمنع من تناول الشاي والقهوة، ويمنع أيضاً عن التدخين والتعرض للانفعالات العنيفة والجهد كما يمنع من تناول المشروبات الروحية (الخمر والبيرة)
أما قصور القلب فيجب معه مراجعة الطبيب واستشارته ليمسح للمريض بالصيام أو يوجب عليه الإفطار أو يجعله يناوب بين فطر وصوم، لأن الأمر يختلف بحسب شدة القصور وحالة المريض العامة.
سادساً: الالتهاب الهضمية المزمنة
وفي مقدمتها التهاب المعدة المزمن والتهاب الأمعاء المزمن والتهاب القولون المزمن إنها تستفيد من الصيام لأن إبعاد الغشاء المخاطي عن تماس الطعام مدة طويلة يساعد على ترميم الخلايا الملتهبة ويقلل من إفرازاتها المرضية الكثيرة.
سابعاً: حصيات المرارة
للصوم أثر متباين لدى المصابين بحصيات المرارة، فمنهم من يتأثر بالصوم ويستفحل مرضه فتتكرر نوباته، ومنهم من تهدأ آلامه بالصيام، والحالة الثانية أغلب من الأولى فيما لو تابع الصائم الحمية الغذائية الخاصة بمرضه.
ثامناً: الأمراض الجلدية
إن علاقة التغذية بالأمراض الجلدية متينة، فالامتناع عن الغذاء والشراب مدة معينة، يقلل ذلك من كمية الماء في الجسم والدم، وهذا بدوره يدعو إلى قلة الماء في الجلد، وحينئذ تزداد مقاومة الجلد للأمراض الجلدية المؤذية والميكروبية..
وقلة الماء في الجلد تقلل أيضاً من حدة الأمراض الجلدية الالتهابية والحادة المنتشرة بمساحات كبيرة في الجسم، وأفضل علاج لهذه الحالات من وجهة الغذاء هي الامتناع عن الطعام والشراب لفترة ما..
ومن الواضح أن المصاب بأحد تلك الأمراض الآنفة الذكر والتي تستفيد من الصيام يباح له الفطر إذا اقتضت حالته الصحية العامة ذلك أو تعني أخذ الدولة عن طريق جهاز الهضم خلال وقت الصيام وتحت إشراف الطبيب المعالج.
ومما تقدم يتبين لنا أن صيام رمضان يعتبر دوره وقائية سنوية تقي من كثير من الأمراض ودورة علاجية أيضاً بالنسبة لبعض الأمراض وأنه يقي المسلم المعتدل من أمراض الشيخوخة، ويتضح لنا صحة المعنى في الحديث الشريق للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ "صوموا تصحوا"..
إن الصيام جنة أي وقاية بين المسلم وبين ما يؤذي حياته الروحية والبدنية والنفسية عاجلاً أو آجلاً، وهو وسيلة إلى الزيادة في تقوى الله.
د. عبد السلام الصلوي
الطب العلاجي وعلاقته بالصيام (2-2) 1119