تحدثنا سابقاً عن أهم ركن من أركان الدولة الثلاثة وهي: الإقليم، الشعب، الحكومة..
وتكلمنا بالتفصيل عن الركن الأول وهو الإقليم ويعني الأراضي اليمنية بأكملها وما تعرض له هذا الركن اليوم من تمزق وانقسام لبعض أجزائه لما به من تهديد للوطن وفقدان لكيانه كدولة معترف بها دوليا إذا لم تتدارك السلطان الحكومية كل ما من شأنه تعريض هذا الركن الأساسي للانهيار.
واليوم سنتكلم عن الركن الثاني من أركان الدولة..
الركن الثاني: الشعب
لا يمكن الاعتراف الدولي بأي دولة إلا بوجود هذا الركن وهو سكان الإقليم القاطنين فيه فلا وجود لدولة بدون شعب حتى لو توفرت الأرض والجهاز الحكومي.
سنسلط الضوء اليوم على سكان اليمن الحبيب من حيث عدد سكانه وتفاعلهم مع الركن الأول للدولة وهو الأرض من حيث الاستفادة من ثرواتها المعدنية والزراعية والبحرية ومدى الاستكفاء الذاتي للفرد من خيرات هذه الأرض, فإقليم اليمن يبلغ عدد سكانه أكثر من 27مليوناً, أما إقليمهم الذي يقطنون عليه فالحمد لله مليء بالخيرات من كافة الجوانب الزراعية والمعدنية والبحرية..
أما عن تفاعل الفرد مع هذه الأرض والاستفادة من خيراتها فلا يتجاوز 5%من إجمالي عدد السكان.. تفاصيل هذا الموضوع كثيرة وسنخصص له مقالاً مستقلاً..
وأكبر دليل على عدم تفاعل هذا الشعب مع أرضه وعدم الاستفادة منها:
- الهجرة فأكثر من 3ملايين نسمة من الأيدي العاملة والمتعلمة والمدربة خارج الوطن أي بمعنى آخر أن الأيادي التي يحتاجها الوطن وأرضه ستتجاوز هجرته لأكثر من 50% خاصة إذا استمرت أوضاعه كما هي عليها اليوم..
وإذا تحدثنا عن هذا الشعب وحالته الراهنة التي يمر بها كون أوضاعه المعيشية صعبة جداً تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة فيه..
ولو قمنا باستطلاع لآراء المواطن اليمني حول ظروف معيشته على هذا الإقليم سنخرج بنتائج تحمل في طياتها كل معاني الألم والحزن وخاصة في وقتنا الراهن..
-أكثر من50 ألفاً من حاملي المؤهلات العلمية من دكتوراه.. ماجستير، ليسانس وبكلوريوس دبلوم عالي ومتوسط.. هذه الكفاءات العلمية هجرت البلاد إلى دول الجوار وغيرها فمن بقي في هذا البلد؟
من المسؤول عن هجرة شباب العلم ومستقبل اليمن ومن انتظره الوطن طويلاً ليرد له جميل تعليمه أم أننا في اليمن نزرع وغيرنا من دول الجوار يحصد ثمرة هذا العلم والمصيبة الكبرى أن بعض هذه الكفاءات من حاملي الشهادات العليا يعمل لدى دول الجوار كأي عامل عادي حتى أن دوره في هذا العمل لا يحتاج منه القراءة والكتابة فبهذا مصيبة أكبر في طمس تلك العقول وعلمها المخزون فيها يوما بعد آخر..
اليوم نرى المستشفيات والجامعات والمدارس شبه خالية من الكفاءات العلمية بسبب الهجرة وبسبب أعمالهم الخاصة مثل العيادات والمستشفيات الخاصة والجامعات والمدارس الأهلية..
-نسبة البطالة في اليمن تعدت 60%من غير الذين يعملون خارج الوطن و بلاد المهجر من ما يعني أن الهجرة للفرد اليمني ليست بالإرادة..
- كذلك مؤشر الفقر في اليمن حسب إحصائية الأمم المتحدة تجاوز 80% لذلك فإن هجرة المواطن لهذه الأرض الطيبة أصبحت في الوقت الراهن ضرورة ملحة حفاظا على من يعول.
- حالة التعايش فيما بين هذا الشعب غير متجانسه نوع ماء لأسباب مناطقية ومذهبية وحزبية وطائفية ما أدى إلى عدم استقرار المواطن في أي شبر من هذا الوطن حسب ما تلاءمت ظروفه الاقتصادية مع هذه الأرض.. وهناك أسباب كثيرة أدت بدورها إلى ما وصل إليه هذا الركن الثاني من أركان الدولة اليمنية من تشتت وهجرة وبطالة ولكن المجال لا يسع لذكرها..
ولنا تكملة مع السبب الرئيسي لما يمر به الوطن من ظروف تكاد تفقده الصفة الدولية بانهيار أركانه الثلاثة ألا وهو الركن الثالث لهذه الدولة وهو حكومة الجمهورية اليمنية.
عبد الواحد العواضي
ادركوها قبل ان.......!!!2 1156