إذا تأملنا في ماهية الفكر الانحرافي العدواني للحوثي لرأينه فكرا في أصله جاروديا تطور في العصر الراهن للفكر الصفوي الاثني عشري، لكونه يملك المادة ويحاول السيطرة على اليمن ليكون اليمن جيبا من جيوبه في العالم العربي يهدد به من يسمونهم بالوهابية، مع أن غالب سكان الجزيرة العربية وأهل اليمن سنة ويوجد فيهم مذهب الزيدية المعتدل، وهي معاذير يتخذها رافضة الحوثية لما يمارسونه من قتل وتدمير، والوهابية في الحقيقة مذهب خارجي مندثر ظهر في المغرب العربي في القرن الثالث الهجري وبالذات في تونس، وقضي عليه بتاتا فلم يعد له وجود، وأما محمد بن عبد الوهاب النجدي فهو داعية ظهر يتبع مذهب الإمام أحمد بن حنبل الإمام المعروف، وليس صاحب مذهب ولا فرقة، بيد أنه ظهر متحالفا مع الإمام محمد بن سعود ومناصرا له فشنت السياسات المعادية لابن سعود حربا ضروسا عليه، ودخل ضمن الحرب السياسي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لكونه مناصرا لابن سعود، وما زال الارتباط بالدعوة ضد الوهابية سياسية، وليس إسلامية، لأن مذهب الحنابلة مذهب سني شهير لا يوجد فيه وهابية، لكن يوجد فريق من العلماء من تباع أبناء محمد عبد الوهاب والمتأثرين بدعوته على مذهب أحمد بن حنبل تلميذ الإمام الشافعي رحمه الله، وما تزال الرابطة القوية بين آل سعود وآل محمد بن عبد الوهاب قوية إلى الآن، والذين يعارضون سياسة ابن سعود يسمون معارضيهم من الدعاة وهابية، وهي تسمية خاطئة كما ذكرنا، لأن الوهابية فرقة خارجية مندثرة، وعلى هذا التصور الانحرافي العدواني تدمر المساجد ودور القرآن الكريم التي تمر بها مليشيات الحوثي الغاشمة، إنها مليشيات مشحونة بفكر طائفي عدواني بغيض، تقوم بأعمال باسم الدين، بينما هي أعمال مناهضة لدين محمد صلى الله عليه وسلم، ومتعارضة معه صراحة، بل وتتعارض تلك الجرائم المرتكبة مع النظرة الإنسانية ومع الخاصية العقلية السوية للبشر، وقل مثل هذا في فرقة القاعدة أو ما تسمي نفسها بحماة الشريعة إن الجميع يقومون بأعمال تتعارض مع السلوكيات ذات القيم الدينية والإنسانية بأمور كثيرة، عندما نقارنها بسيرة الرسول الهادي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرة صحابته الهداة المهتدين، وسيرة الحكم الإسلامي الرشيد لوجدنا أعمالهم تخالف دين الله عقلا ونقلا وتطبيقا، فالحوثية حين تتمرد على المجتمع وترتكب في حق الشعب أبشع الجرائم من الإبادة الجماعية ضد الإنسان اليمني، وتدمر المنازل والمساجد والمدارس إنما هي تنطلق من فكر عدواني متطرف، لا يؤمن بحق الآخر في البقاء ما لم يكن لها تابعا فكريا وسياسيا واقتصاديا، يؤدي خمس ماله ويخدم مليشياته، ويخلي لها منازله عند الحاجة وتخرج الأسر إلى الشوارع وتنتشر في الجبال هل هذا من الإسلام العدوان الحوثي على المساجد ومحاولة السيطرة عليها لمنع صلاة التراويح في قيام رمضان هل هو من الإسلام!!؟
د. عبد الله بجاش الحميري
صلاة التروايح أثابكم الله 1100