يؤدي المسلم فريضة الصيام امتثالاً لأمر الله تعالى لا رقيب عليه في تنفيذها إلا نفسه المزكاة بالإيمان، يصوم تاركاً ما اعتاد من منوال الحياة اليومية فلا تسيطر عليه عادة، مقبلاً على الله في ويطول وقت أدائها فيطول وقت المراقبة لله فيها، وفي ذلك تهذيب للنفس وإشراق للقلب، إضافة إلى الجوع الذي يكسر حدة الشهوات ويوقظ عاطفة الشفقة ويبعث الرحمة بالمعوزين والضعف.

الصيام والوقاية من الأمراض الجسيمة:

إن المسلم إذا التزم الاعتدال في طعامه وشرابه، يخفض عنه مضار الإسراف ويحقق له الفوائد الصحية الجسمية التالية:ـ

1ـ يخفف العبء عن الجهاز الدوري، وخاصة في فترة الصيام بعد هضم طعام السحور، حيث تهبط في الدم نسبة الدسم، وحمض البول فيساعد ذلك في الوقاية من ارتفاعهما. فارتفاع دهون الدم عامل يساعد على تصلب الشرايين. وارتفاع حمض البول (يوريك اسيد) قد يسبب مرض النقرس الذي يظهر أعراضه بألم في بعض المفاصل، وخاصة في إبهام القدم لترسب ذلك الحمض عليها، وقد يسبب حصيات بولية.

2ـ يريح الكليتين وجهاز البول بإقلاله فضلات استقلاب الأغذية المنطرحة عن طريق الجهاز البولي.

3ـ يقي الشخص السليم من البدانة ومما تساعد عليه من أمراض والوقاية من البدانة أسهل من علاجها.

4ـ ينخفض سكر الكبد لأنه يتحرك وتتحرك معه الدهون المخزونة تحت الجلد، وكذلك بروتينات العضل والغدد وخلايا الكبد وذلك بسبب الصيام الذي يلعب دوراً هاماً في تنظيف وتبديل أنسجتنا.

الصيام والصحة النفسية:

إن العلاقات المتبادلة بين الجسم والنفس أمر مسلم به طبياً وكما أن للصيام فوائد صحية جسيمة، فإن له فوائد صحية نفسية أهمها:

1ـ تنمية الإخلاص في النفس لله تعالى فجميع العبادات المفروضة علنية ظاهرة للعيان إلا الصيام فإنه سر بين العبد وربه، لا رقيب على الصائم في صدق تنفيذه إلا ضميره الحي والرغبة الصادقة في رضاء الله تعالى.

2ـ كسر حدة شهوات المعاصي لأن الصيام يضعف كل شهوة وقدرة ويساعد الصائم على السيطرة على نفسه ويصرفه عن التفكير في الشهوات والملذات والفواحش.

3ـ صفاء الذهن لأن كثرة الأكل والشرب يعقبها كسل في الجسم وبلاده في الفكر وميل إلى النوم.

4تقوية الإرادة وترويض النفس على الصبر والتكيف على قلة الطعام والتخلي عن سيطرة العادات التي اعتاد عليها الشخص في الأيام العادية والصبر على الجوع والعطش والملذات الأخرى.

5ـ إيقاظ الشعور المشترك في صفوف الأمة، حيث يذوق الغني والفقير معاً آلام الجوع ومرارة العطش، فيتحرك العمل في المجتمع على مكافحة الجوع وعلى المعونة للمعوزين والمحتاجين.