هي الأقدار مصيرا بدونها لا يتحرك، معلومة الأفعال, مرصودة الأقوال.. كتابها نقش حجر مدونته هي الأقدار لا مفر منها, أمواج بحر متلاطم، عواصف تقذف بنا هنا وهناك, كثيف الضباب كليل دامس، حالك سواده وعيون دون رؤيا, مشيا باتجاهات أربعة ننادي وكلهم للصوت يسمع نكتب وكلهم للمكتوب يقرأ, لكن لا حياة لهم بعقول معدومة الإدراك وقلوب خلت منها معاني الرحمة والشفقة دماء الوجوه منهم سالت, أخذت في أكنافها كل معاني الإنسانية, بيعت كل القيم حتى الدين والملة في مزاد الشيطان لمن زود لهذا وذاك خائن وعميل وحاقد وراصد مكايد.

من أين أبدأ؟ فالسؤال طال صمته, أخذ السهاد كل وقته لماذا أرض الجنتين والحكمة أقدارها قاسية, ضيقت كل ممر والجوانب أحداث وصراعات قلاقل وفتن أزمات وفوضى بكل أحيائها عمت، ما تركت ركن اللجوء إليه ولا مفر منها لزاوية في كل شبر طاغية.

حتى الإجابة في طياتها ألما, الخوف وكل حيرة!!! نحن كلنا سكان غابة يأكل القوي منا الضعيف وأرضنا أصبحت كالفريسة كلاب على أبوابها طارقة وذئاب الليل للأحشاء تنهش وزحف الأفاعي إليها قادمة غابة أسيادها بدور الأسود تبارزوا كل يريد السيطرة واضعا للعين نصبا المال والجاه والسيادة, أما الشعارات والوعود في مسبح الزيف عائمة متى رست تحملت ماءها غارقة.. أين المسير وأين المصير من أم بالعياء مصابة والدين والفقر أثقلا فيها الكيان, فجرحها الدامي مازال ينزف طريحة الفراش وجراح عجز الطبيب إلا من بنيها هم داؤها والدواء أمنا (اليمن) ما خير فينا بغيرها ولا منها بديل أو مثيل أين الفصاحة بحرف جر لا قبل ولا بعده مجرور..

لا عيش للحيتان بكل أرض إلا بمائها والبحور لا خير فينا أن لم نداو كل جرح ونسكن الأوجاع في أعضائها نحن الدواء ولا دواء بغيرنا وليل الداء لا بد من يوم لنور الشمس من عقار لهيب الشعاع أن يكشف كيد الخائنين ويحرق كل وكر وما خلف الستار سينجلي وما توارى سيظهر. فنحن أمة إن قامت أقعدت رقاب طال ظلمها ونحن أمة إن تكلمت أخرست كل باطل أو منافق وسيف الحق سينتصر ومعول الهدم لابد أن ينكسر.. فمراد الشعب وحلمه كرامة العيش والحياه والقدر لابد أن يستجيب..