بشرى سارة لكل جنوبي وأخيراً قالت حكومة الرئيس الجنوبي الشمالي باسندوة كلمة حق وأصدرت بموجب توجيهات رئيس سلطات الاحتلال الشمالي الجنوبي كما يصفه البعض ـ المشير هادي قراراً عادلاً ـ لا حيف فيه ولا جور ولا مجوَّر ولا باجمال ولا حتى بن غانم ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ قررت الحكومة مايلي: منح الجنوبيين الأولوية في الوظائف الشاغرة لاعتبارات ومعايير "تكافؤ الفرص" و"العدالة الانتقاليبة" و"الحكم الرشيد" و"بناء الدولة" "العدالة الضامنة" ولتحقيق العدل والمساواة بين كفتي الميزان "التاريخ والجغرافيا" من أجل إرساء دعائم "الوطنية" والحفاظ على الوحدة التي ظلم القائمون عليها سابقاً الجنوب ولذا وجب الثأر للجنوبيين والاقتصاص العادل لهم من الوظيفة العادلة وأخيراً وحتى لا تذهبوا بعيداً, فحكومة باسندوة تستلهم قراراتها من التجربة الألمانية لحكومة المستشار الأسبق/ هلموت كول وبهذا التشريع الحكومي تكون الحكومة قد استبقت الدستور ولجنة صياغته العائدة مؤخراً من ديار "أنجيلا ميركل" لمواصلة مهام صياغة دستور ولجنة صياغته العائدة مؤخراً من ديار "نجيلا ميركل" لمواصلة مهام صياغة دستور الدولة الاتحادية المرتقب!! وما يهمنا هو التأكيد على أننا كلنا جنوبيون ولن نكفر باليمن!!
اليمن عموماً شعب ودولة "جنوب" وما "شمال" إلا الشيطان و"دريكسيون" السيارات غير البريطانية ـ اليمن عموماً جنوب الجزيرة العربية وجنوب الوطن العربي ولذلك فاسم الدلع الجِهوي "الجنوب العربي" بدلاً من اليمن وعلى غرار "الشرق الأوسط" بدلاً من الوطن العربي وبذلك فابن صعدة جنوبي؛ لأنه من جنوب نجران وبالمثل ابن الجوف وابن حجة والحديدة جنوبي؛ لأنه من جنوب جيزان وأبناء عمران وصنعاء والمحويت ومأرب جنوبيون؛ لأنهم من جنوب صعدة وحجة والجوف وأبناء ذمار والبيضاء وريمة وإب وتعز جنوبيون؛ لأنهم من جنوب صنعاء وهكذا دواليك, فأبناء الضالع ولحج وعدن وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى جنوبيون؛ لأنهم من جنوب جنوب صنعاء وبذلك صار لدينا الجنوب الأدنى والجنوب الأوسط والجنوب الأقصى, وبذلك كلنا جنوبيون, لنا في السماء النجم "سهيل الجنوبي" أو اليماني وفي الأرض "الركن الجنوبي من الكعبة" أو اليماني وبذلك أيضاً ينطبق علينا جميعاً قرار الحكومة الأخير بخصوص أولوية التوظيف ولا داعي للمزاحمة يا 25مليون جنوبي, فجهة الجنوب ومنطقة الجنوب والوطن الجنوب والدولة الجنوب تتَّسع الجميع والرئيس الجنوبي ورئيس الحكومة الجنوبي هم قادة شعب الجنوب من بقع صعدة إلى صيرة عدن ومن حوف المهرة إلى ميدي حجة وكلها جنوب وكلنا جنوبيون!!
هذه البلاد بوصلتها "جنوب" و"طز" في أي بوصلة تشير إلى الشمال! فتلك لا تعنينا وإن كان العالم كل بوصلاته تحدد اتجاه الشمال وهذه البلاد بحرها الأعظم جنوب وجُل برها جنوب, بل كله.. إنها أقدم جنوب في الدنيا ومن ورائها تأتي جنوب أفريقيا وجنوب كوريا وجنوب السودان وكل جنوب على وجه البسيطة بما في ذلك المحيط المتجمد الجنوبي عينه والقارة القطبية الجنوبية "أنتاركيتكيا" ونحن جنوب ولم يعرف العالم اتجاه الشمال إلا بنا والشرق والغرب لولانا كجنوب ما كانا وما عرفهما أحد، ولذلك فالجنوب مصدر فخرنا واعتزازنا جميعاً, إنه الهوى والهواء وهو الأصل والفصل والجذر والأرض والتاريخ بتراثه وموروثه وسيظل الجنوب جنوباً لا يُيَمِّم وجهه شرقاً ولا غرباً ولا شمالاً إلا حين يستقبل الكعبة للصلاة وبالصلاة على رسول الله وآله وصحبه, علينا جميعاً ألا نتحسس أو نتوجس من هويتنا كجنوب أو جنوب عربي أو حتى جنوب الشرق الأوسط, فكلنا جنوبيون وعلى الشباب الطامح للوظيفة العامة للدولة بمختلف تخصصاتهم إثبات هويتهم الجنوبية للحصول على الوظائف الشاغرة كون تلك الهوية باتت في المقام الأول شرط الاستحقاق الوظيفي قبل الشهادة والمؤهلات ولذلك يجب إثبات الجنوبية في البطائق الشخصية وبدون مزاحمة وبغير زعل, إحنا اتفقنا أن اليماني ـ جنوبي والجنوبي يماني وكلها مترادفات والجنوبي يعني الحاضر وحتى يكون الجميع حاضرون فكلنا جنوبيون!!
نعم كلنا جنوبيون..كلنا مع الجنوب.. كلنا ساندنا القضية الجنوبية العادلة وكلنا ساندنا الحراك الجنوبي السلمي وكلنا اتفقنا على رئيس حكومة الوفاق الجنوبي وكلنا توافقنا على انتخاب الرئيس الجنوبي وكلنا غنَّى وطرِب وأنشد بلادي بلادي بلاد الجنوب بنفس الروح التي غُنِّيت قبلها بلادي بلادي بلاد اليمن.. الآباء والأجداد عاشوا في بلد واحد وشعب واحد رغم وجود دولتين ونحن من رفض العيش كشعبين في دولة واحدة, ولأننا شعب واحد وجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ولأننا نسعى إلى استعادة الُّلحمة الوطنية كما أسماها الراحل/ ياسر عرفات في قاعة فلسطين يوم 22مايو1990م عندما وصف إعلان الوحدة بعودة اللحمة وحتى لا يتكرر ظلم بعضنا لبعض "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة...." وإحقاقاً لعدالة السماء وما ينشده الصادقون الثائرون المناضلون في الأرض من حرية وعدالة ومن كرامة ومساواة, فنحن الثائرون المناضلون في الأرض من أجل الحرية والعدالة والكرامة والمساواة, فنحن كلنا يمانيون وكلنا جنوبيُّنا وشماليُّنا بلا حساسية ولا أنانية, نرفض الظلم والطغيان والانتهازية ولن نقبل بنغمة "جنوبيون في صنعاء ـ شماليون في عدن" ولا يسعني هنا إلا أن أذكّر الرئيس هادي وحكومة الوفاق بقول الرسول الأكرم ـ صلى عليه وآله وسلم ـ "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" والشعوب لا تُقهر وإن مسها الظلم والجور وفي الختام كلنا جنوبيون وشماليون يمنيون ولن نكفر بيمنيتنا مصدر فخرنا واعتزازنا..
والله المستعان..
محمد عبد الملك القارني
كلنا جنوبيون ولن نكفر باليمن!! 1383