أثارت تصريحات وزير الدفاع الأخيرة بشأن الأحداث في شمال الشمال المتعلقة بأداء حيادية الجيش, استنكاراً واسعاً لدى المجتمع اليمني.. خاصة وان الأمر يتعلق بجماعة الحوثي المسلحة وتكرار اعتداءاتها على المعسكرات وثكنات الجيش.. وهو استهداف خطير من قبل شخص يستخدم منصبه العسكري لإنهاك فاعلية وجاهزية الجيش اليمني المعول عليه حفظ السيادة الأمنية والجغرافية للبلد.. يتعامل الوزير محمد ناصر احمد المحسوب على الرئيس هادي بطريقة سوءتها مكشوف للجميع ويستطيع رجل الشارع البسيط أن يميز بين أداءه أثناء توليه منصب وزير الدفاع وأداءه خلال العام الأخير من التسوية السياسية..
الإنجاز الذي حققه وزير الدفاع خلال السنة والنصف من عمر التسوية السياسية كان وراءها الفعل الثوري والدعم الشعبي.. لأنه كان يحتم عليه أن يقوم بما يطالب به الشعب وليس بمقدوره أن يقوم بشيء مخالف ذلك, فهو حينها شخص كان في مهمة إعادة هيكلة الجيش وتحريره من العائلة.. لكن في الوقت الحالي تغيرت المهمة لم تعد تلك في غايتها الأولى لان وزير الدفاع الآن بات يستند إلى متكآت أخرى وغير مستبعد تنفيذه لأجندة تخدم مليشيات الحوثي المسلحة وأطرافاً دولية تعمد على إضعاف الجيش أمام مليشيات الحوثي وتحييده وإخراجه عن مهامه الوطنية.. خاصة وانه المعول عليه مواجهة معرقلي التسوية السياسية والمنقلبين على مخرجات الحوار الوطني.
الفعل الثوري والشعبي كان هو الداعم والسند الأكبر لإعادة هيكلة الجيش والتي من مرحلتها الأولى إزاحة العائلة.. رغم أن ما تحقق منها إلا الشيء اليسير.. وعدم الكشف عن مصير الأسلحة والعتاد العسكري الذي كان بحوزة العائلة.
وزير الدفاع يقاتل عناصر تنظيم القاعدة في الجنوب ويقصف المدنيين العزل في الضالع, لكنه يكون محايداً حينما يتعلق الأمر بهجمات الحوثي المتكررة على معسكرات الجيش وقتل الجنود المرابطين.. آلاف الجنود قتلوا ا على يد مليشيات الحوثي.. يسلك وزير الدفاع سلوكاً يهين القوة العسكرية اليمنية في شمال الشمال.. فهو حد تصريحاته محايد وتتوافق تصريحاته تصريحات السيد الحوثي "الجيش لا يقاتلنا. "وإنما حميد القشيبي يستخدم الجيش ليبني مملكة تنازع طموح السيد.. أي هراء واستحماق يقوم به وزير الدفاع؟ .
شواهد عدة ومخططات أفشلت كان إفشالها جهوداً فردية قامت بها قيادات عسكرية وأمنية وطنية واستهداف وزارة الدفاع والمناطق العسكرية وغيرها.. تضع وزير الدفاع محمد ناصر احمد في محك حقيقي وفي مواجهة حقيقية مع الشعب اليمني قبل أن تكون مع التاريخ.. خطأ استراتيجي أن يظل وزير للدفاع بعد الهجوم على مجمع الوزارة.. الكيان الذي كانت تدار منه الدولة عند اشتداد الأزمات والحروب, يصبح بين عشية وضحاها هدفاً لجماعات مسلحة تقتحمه لتنفذ مخططها بطريقة توحي دقة تنفيذها بخيانة لها صلة بقيادات داخل مجمع العرضي.
القيادات العسكرية المتهمة بحادثة مجمع الدفاع مازالت تدير الوزارة وتصنع طبخات تنهك الجيش في الوسط والأطراف لصالح جماعات العنف.. بل وصل الأمر أن تتدخل بالأداء الأمني لأجهزة الأمن التابعة للداخلية.. الرأي العام تحجب عنه الحقيقة و يظل مضللاً بمعلومات مسربة لا معيار يثبت صحتها..
يبدو أن وزير الدفاع وحاشيته يحاولون إحكام السيطرة و التوجيه والتكتيك العسكري للجيش وفق قاعدة الحياد "ما لا يشرب يسكب".. تقارير دولية تؤكد تواطؤ الدفاع تجاه الحرب التي يشنها الحوثي على الجيش بعمران ..
ثمة امر يجب أن نعيه هو أن المعركة التي تدور رحاها في عمران هي معركة كسر عظم بين الحوثيين الطامحين لإعادة النظام الملكي وبين الجمهورية التي هبت القبائل وقوات اللواء 310 للدفاع عنها.. وستحدد مصير استمرار ومواصلة التسوية السياسية في الأيام القادمة, فالبند السابع الذي لم يمنع الحوثيين حتى الآن من قتل المدنيين وتفجير المنازل والمساجد, لن يمنعنا عند الضرورة حينما يتعلق الأمر بالدفاع عن انفسنا وأعراضنا وأموالنا ونظامنا الجمهوري, حتى وان أذعن وزير الدفاع لتنفيذ مخططات عفاش والسيد الحوثي.. محاولة استخدام البند السابع لتقوية جماعة الحوثي والبحث عن كبش فداء عوضاً عنها, أمر لن يمر كما خطط له وشواهد التاريخ كثيرة، فالقبائل التي حاصرت صنعاء في 67حصار السبعين والقبائل التي دافعت ودفعت عن صنعاء ذلك الحصار هي نفسها اليوم عادت من جديد.
والقبائل التي آزرت النظام الجمهوري هي نفس القبائل التي أسقطت الحكم الإمامي الكهنوتي وأسقطت نظام صالح العائلي.. وهي اليوم في المهمة نفسها ولم يتغير سوى الزمن.
أحمد الضحياني
وزير دفاع يخدم السيد!! 1308