كثيرة هي الأفكار التي تسمم العلاقات السياسية والاجتماعية في الوطن الواحد, وقليلة هي تلك الأفكار التي تلملم الشعث, وتقلل من وحل التعنت والمشقة, بينما تقف أفكار على كثبات مرتفعة في منطقة وسطى تكون لا عجاً ولا ثلجاً (في نفس الوقت) لمشاريع الكرامة والعزة والانطلاق حيث لا ترى سوى عدداً واحداً للأمة العربية والإسلامية متمثلاً بذلك الكيان الشاذ المزروع في جسد الأمة النخيل, إذا لا تجدي مشاريع البناء والإعمار الوطنية والقومية مالم تستهدفه في مقتل بحيث تجمع الأوطان والأفكار العربية والإسلامية على استراتيجية قومية حديثة للتعاطي والتواجه مع الكيان الشرير الذي بات يؤثر سلباً في المنطقة من نواحي سياسية ولوجستية واجتماعية وكذلك ثقافية, ما يتوجب على مجموعة الدول والحكومات العربية والإسلامية فض الثقافة المضمحلة التي روج ذلك الكيان على التغني بها, ففي الوقت الذي يجزم فيه العالم الإنساني الكبير أمتعته للولوج في حرب مع الإرهاب بأن نرى بأم أعيننا غض الطرف المسيس للدول العظمى وذلك في حق الممارسات الوحشية الرعناء التي تمثل إرهاب دولة وإرهاب جماعة في نفس الوقت والتي يرتكبها الكيان الإرهابي في حق أبناء جلدته تنامت من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب, حيث ضرب الإرهاب الصهيوني رقماً قياسياً ليتحدى عمليات وفواجع تنظيم القاعدة في بعض الدول العربية والإسلامية, فالدعوة إلى استئصال الإرهاب يجب أن لا يفهم بمنأى عن اجتثاث الإرهاب الصهيوني من جذوره من خلال تحرير الأراضي العربية والإسلامية على كامل التراب الفلسطيني وتطهير المنطقة من هول وشبح الإرهاب الصهيوني المتعفن.
يبقى أن نشير إلى أهمية دور منظمات المجتمع المدني وتلك المكونات والمجاميع والفعاليات السياسية في الوطن العربي الكبير بغية تفعيل هذه المقايضة "الحنطة مقابل الرومي" من أجل تطهير العالم الإنساني الكبير من هول الإرهاب وشبح الاعتداءات على الحريات العامة والشخصية محاذرين الانزلاق في هاوية التشظي والانقسام حال تحديد موقفنا السياسي من الكيان الصهيوني اللعين وفي مثل هكذا قضية يحق أن نمسرح أفكارنا علّنا نهدي أمتنا العربية والإسلامية بلسماً شافياً لمختلف أسقامها وأوجاعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
عصام المطري
مَسْرِح أفكارَك...! 1259