ربما لايزال استقرار الأوضاع في اليمن مرهوناً بتلك الإملاءات والمشاورات التي تتقاذفها الأهواء والأطماع والتوصيات والتوجيهات- كانت عن طريق بعض القوى والجماعات المحلية أو عن طريق بعض الدول الإقليمية الخارجية- لمحاولة السير خلف تلك الأماني والمخططات المأمولة والمنظورة التي باتت تطغي وتحاط بتلك الثقافات المحصورة والمقصودة والمحسورة ومحاولة الاستفادة من تلك المتغيرات التي طغت على المشهد اليمني العام بالرغم من انكشاف الحقائق ووضوح الوقائع وأصبح الجميع ربما يبحث عن الكنز الملامع والذي تحاول كل القوى السياسية والوطنية والثورية والفكرية والطائفية والمناطقية أن تنفرد بتسميته وبمسمياته..
فاليوم وعلى هامش تلك المتغيرات وتلك الفوضى والاعتداءات وتلك التخاذلات والتقاعسات في الإدارات والوزارات وكل ذلك على حساب المصلحة الوطنية وعلى حساب السيادة اليمنية وتحت مسؤوليات المؤسسة العسكرية والأمنية وخصوصاً عندما تقوم بعض القوى والجماعات بالتوجه عكس عقارب الساعة المرفوعة والمعلومة لمستقبل اليمن في كل النواحي والمجالات.. لكن في المقابل وعلى طاولة اليمن الجديد وتوجهات القيادة والحكومة ومخرجات الحوار وإجماع الشعب والمجتمع المحلي والإقليمي على أن تقوم الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها بتنفيذ وتطبيق ما آلت إليه احتياجات ومقومات اليمن الجديد من ردع وتأديب والوقوف أمام الجماعات والمليشيات المسلحة التي تعيق وتعتدي وتقف أمام التحولات والتوجهات المنشودة لما يفضي إلى المشروع العام..
وعلى هذا المنوال ربما كان هناك تحفظ وتبلد وتجاهل من قبل قيادة المؤسسة العسكرية والأمنية تجاه تلك الخروقات والمخططات والاعتداءات التي تطال شرف وكرامة الدولة من خلال تلك الاعتداءات والفوضى الهزلية التي يتم تنفيذها ضد الأفراد والنقاط والمعسكرات المحسوبة على المؤسسة العسكرية والأمنية بدون حق وبدون أي مبرر ينبغي أن يسمع له أو يتم الحوار والمساومات والاتفاقيات والهدنة والمصالحة بشأن مثل تلك الخيارات التي لاشك أنها سوف تنتقص وتهين وتفقد هيبة الدولة بشكل عام وهيبة المؤسسة العسكرية والأمنية بشكل خاص..
وكان باستطاعتها أن تقوم بواجباتها وتفرض هيبتها وتجعل من مكانتها ومن شموخها مطاردة ومهاجمة وردع كل من يحاول أن يعتدي أو ينتهك حرمة وشرف الدولة ومكانتها وليس أن تظل مواقف المؤسسة العسكرية موقف المدافع والمتصدي والمقاوم لكل من يصل إليها ويتمادى ويعتدي على أفرادها ومعسكراتها ولهذا ومن خلال تلك السيناريوهات والمشاهد المخزية لوزارة الدفاع أن تصل إلى مرحلة من التقاعس ومن التخاذل وعدم حسم الموقف مع الجماعات المسلحة أن جعلت من الجيش ومن الأمن مرمى لها لتنفيذ مآربها ومطالبها الغير معقولة والغير مستحقة. وبكل شموخ وبكل فخر لا يزال الشعب يعتلي ويفخر ويتسامى ويتواصى ويأمن ويسمو ويفتخر بالمؤسسة العسكرية والأمنية وعلى ثقة تامة أن ينتظر الشعب من قيادة الدولة ومن قيادة الجيش والأمن أن تقوم بمسؤولياتها مهما تعالت أصوات المرجفين ومهما تخاذلت أقلام المتمصلحين ومهما تقاعست مهام القائمين والمشرفين.
وفي الأخير ينبغي أن نقول لقيادة المؤسسة العسكرية في مثل تلك الاعتداءات والخروقات والتمردات أخبرونا ماذا أنتم فاعلون بعد كل ذلك؟, فاذا لم تفعلوا وإذا لم تعملوا, فكونوا على ثقة تامة أن الشعب على استعداد أن يقوم بواجبه ويعمل بمسؤولياته على أن يحمي ويدافع عن حقه وعن مستحقاته وعن حقوقه وعن وطنه وطموحاته.. والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
الجيش الفولاذي والقيادة الزجاجية!! 1225