من الغباء التصور أن النتن ياهو لم يكن يعد للعملية القائمة الآن لقواته المجحفلة في الأراضي المحتلة , فالعملية اكبر واشمل وأوسع واكثر أهدافاً من أن تكون وليدة ردة فعل حول اختفاء أو أسر الجنود المغتصبين الثلاث وردة الفعلة المباشرة بهذه الكيفية والكمية والشمول تدلل أن في الجوراب ما لم يكن يبن للعيان, الآلاف من الجنود والعديد من الأهداف والمئات التي تجاوزت الخمسمائة من المعتقلين وهوية هؤلاء المعتقلين والتي تشكل نسبة 70 منهم من قيادات وأبناء حركة حماس ثم وقاحة المطالب الصهيونية التي قابلها الضعف بل التبني للرواية الصهيونية باعتبارها مسلّماً بها من قبل الرئاسة والخارجية الفلسطينية وحتى التحركات الخارجية السياسية بين الانحناء الفلسطيني ووصم المقاومة والانتفاضة بانها دمار وتراجع أي فعل مقابل القتل والاعتقالات واجتياحات الأرض شكوليات واقتحامات البيوت التي انتهكت كل ما تبقى من كرامة إنسانية وتقليب البيوت بكل ما فيها وتخريبها وشمول الآلاف منها بهذه الهمجية في الاقتحامات وتكرار الاقتحام لبعض تلك البيوت حتى لعشرات المرات لنفس البيوت وكما اسلفنا التحرك الدبلوماسي الصهيوني الخارجي بكسب العطف ومحاولة الاستعطاف واستعادة صورة الضحية في الوعي الجمعي بعد أن تكرست صورة المحتل الغاصب والمغتصب والاستيطاني بل والمجرم في تقرير غولدستن وليس أخرها تقديمه لأسر الجنود المستوطنين المختفين إلى الأمم المتحدة لتكريس مفهوم الضحية واستدرار العواطف يقابله استغلاله لتبني روايته من قبل الرئاسة والخارجية الفلسطينية وهو ما يؤكد ليس فشل الدبلوماسية الفلسطينية فحسب بل وتواطؤها ويثير الريبة المسكونة منذ الخلاف حول شخصية وزير الخارجية رياض المالكي فرضة على حكومة الوفاق والتي كادت لأجله أن تتعطل المصالحة حتى تنازلت حماس ووافقت عليه حرصا منها على الوفاق والمصالحة وها هي المواقف أظهرت أسباب فرض هذه الشخصية فالدبلوماسية الفلسطينية كان مقرراً لها المالكي لأجل هذه الأحداث وهذه التحركات الصهيونية.
أما عوداً على الشيفرة فان الشيفرة الآن بدأت تأتي دلالاتها وما شيفرة النتن ياهو بتحميل حماس المسؤولية فهي شرف كما قال وفخر كما قال الأخ خالد مشعل لأي فصيل كان أن يقوم بها فهي بدلالاتها تأتي التفسيرات وضوحاً اشد من شمس تموز لدى القيادة الناظرة والمبصرة حقاً للشعب الفلسطيني ما عدا ما قاله بالأمس القريب الأخ خالد مشعل فان الدكتور موسى أبو مرزوق قد فسر رسائل الشيفرة بما نوجزه :-
- استمرار إرهاب (إسرائيل) وعقابها الجماعي لشعبنا الفلسطيني بالاجتياح الثاني للضفة الغربية أو عملية السور الواقي الثانية، تستهدف الآتي:
- استهداف "حماس" لإضعافها بإغلاق مؤسسات يظنون أنها تابعة لـحماس، واعتقال رموزها ووزرائها السابقين، وأعضاء المجلس التشريعي وآخرين بالمئات.
- استهداف البنية التحتية لأي مقاومة؛ شعبية كانت أو غير ذلك.
- التأثير المباشر على عزيمة المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال من المعتقلين الإداريين منذ أكثر من تسعة أسابيع بإضافة المئات لهم .
- محاولة إنهاء حكومة التوافق الوطني وبالتالي المصالحة الفلسطينية.
- إعاقة تطبيق مهام الحكومة كالانتخابات ووحدة المؤسسات ومنع استئناف أعمال المجلس التشريعي باعتقال أعضاءه.
- إضعاف السلطة الفلسطينية وزعزعة الثقة فيها، إمعاناً في إذلالها أكثر.
- زرع الكثير من الشك والريبة بالأجهزة الأمنية بسبب التنسيق الأمني وإبرازه كأهم وسائلهم في إعادة احتلال الضفة.
الرسالة التي نريدها:
ويعود الدكتور موسى أبو مرزوق بتوضيح مدى استيعاب هذه الرسالة التي ظن العدو أنها مشفرة بل ويقابلها برسالة المقاومة والقيادة الممثلة ضميراً وحقاً للشعب المرابط بالقول:-
الرسالة التي نريد إرسالها:
- شعبنا الفلسطيني شعب صابر، مرابط، ويعرف هذا العدو الصهيوني، وواجهه منذ أكثر من 60 عاماً، وسيبقى يواجهه حتى تحرير الأرض وأخذ كل الحقوق المسلوبة.
- لا قلق على حماس فهي منذ نشأتها وهي تواجه مثل هذه الأحداث الكبرى، والإبعاد الجماعي الغاشم إلى مرج الزهور, ليس عنا ببعيد.
- لا تنازلات سياسية مهما كانت الضغوط، ويجب تحريك ما يمكن تحريكه على المستوى الفلسطيني، والعربي، والدولي، للوقوف في وجه هذا الاجتياح الثاني للضفة الغربية، ولذا التساؤل المهم لماذا لم نذهب للمؤسسات الدولية كمجلس الأمن وهيئات حقوق الإنسان؟.
- الكيان الصهيوني لن ينهي السلطة، وإذا حافظنا على التصاق السلطة بالشعب والرهان عليه وابتعاد الأجهزة الأمنية عن التنسيق الأمني ووقف التعاون مع الاحتلال، فالاستقلال أقرب.
- التمسك بالوحدة الفلسطينية، وهي رصيدنا في مواجهة الاحتلال، وعنوانها حكومة التوافق الوطني ولكن لا بد للجميع أن يدرك الآتي :
1- هذه الحكومة للكل الفلسطيني وليس جهوية أو حزبية أو منحازة لأحد ما .
2- هذه الحكومة أحد أهم مهامها وحدة الوزارات والمؤسسات على أسس سليمة وبعدالة ودون تمييز وهذا ما ننتظره.
3- وضع العصا في الدواليب واستنساخ الذرائع للتهرب من مسئوليات الحكومة، أمر يصب في خانة الاحتلال وأعوانه.
4- على الرئيس أن يمضى قدماً فيما اتفقنا عليه ودون تأخير، وإرادتنا الجمعية أقوى من كل العوائق. وأهم نقاط الاتفاق هذه:
- الدعوة إلى اجتماع لجنة المنظمة في دورة جديدة.
- الطلب من الحكومة تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات، والقيام بمستلزمات ذلك من توافق وطني حول أماكن الانتخابات، وإصدار المراسيم المتعلقة بالانتخابات، وهناك الكثير من القضايا التي تحتاج إلى قرار، مثل قانون الانتخابات، ولجنة الانتخابات في الخارج.
هذا ما يمكن إيصاله على مستوى توضيحي رسمي معلن, أما على الأرض فان الرسالة قادمة للعدو وقبل أن يتمم زفته المقرفة بالطغيان والتبجح, فرسالة الكتائب والمرابطين الفلسطينيين يمكن إعلان بعض ما يمكن السماح بتشفيره بالقول العلني للعدو ولعملائه: إن عليكم أن تقلعوا وتنقلعوا من رضنا وإلا فان عليكم ألا تنقلعوا من العيش الذي بِتُّم فيه في داخل جزمكم.
ناصر أبو الهيجاء
شيفرة..النتن ياهو 1255