لم يعد باليد حيلة أمام الوضع المتفاقم يوماً بعد يوم جراء الأحداث المفتعلة والأزمات المتتالية على الوطن ويتحملها المواطن الغلبان ، المواطن الذي لم يجد بداً من أن ينظر لحاله فيصعب عليه أن يرى أن ما يحدث هو في اليمن وتمنى على نفسه أن ما يحدث من حوله في بلد شهد لها المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم بالإيمان والحكمة، لن يجد القارئ لهذه السطور سوى أن يعيش معنا في حلم نحاول أن نصطنعه لأنفسنا بغض النظر إلى ماهيته:
يعود رمضان علينا هذا العام وقد تحقق لنا الأمن والاستقرار فأمن كل منا على نفسه وأهله بعد أمن رجال الأمن على أمنهم من الزوال وأمن القادة على أنفسهم من الاغتيال وتعايش الحراك والحوثيون في حب وود وانسجام.. يعود رمضان هذا العام وقد توفرت كل المشتقات النفطية وانتهى بيعها في السوق السوداء وتوفر الغاز المنزلي بكمية كبيرة حتى أننا من الفائض صرنا نصدر للدول المجاورة الغاز في الأسطوانات..
يعود رمضان هذا العام وقد نقصت أسعار السلع والمواد الغذائية وسهل الأمر أمام المواطن فاستطاع أن يوفر لأسرته القوت الضروري بدون أن يستلف من إنسان.
يعود رمضان هذا العام وقد اصطلح جميع المتخاصمين فيه وافرج عن جميع المعسرين والمحكومين بقضايا مالية للغير وقد انقضت فترة عقوبتهم وعادوا ليعيشوا جو رمضان مع أهاليهم وأسرهم .
يعود رمضان هذا العام وقد تصالح الجميع في وطن الإيمان بغض النظر إلى معتقداتهم وأفكارهم..
إنها أحلام يعيشها المواطن اليمني في جميع ربوع اليمن السعيد من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه, يحلم فيها أن يرى في رمضان روح المحبة والألفة والمودة والإخوة هي السائدة بيننا دون غيرها.. يحلم أن ينظر إلى من تتصارعهم المصالح والأهواء والمناصب إلى أن يتغلب عليهم حب الوطن لا حب جيوبهم وملذاتهم..
إنه شهر التوبة والغفران شهر المحبة والإحسان.. شهر التراحم والعطاء.. فهل نعقل ذلك يا أبناء اليمن؟.
فهد الباهري
أحلام مواطن يمني 1233