سيحل علينا قريبا شهر من أعظم الشهور عند الله تعالى, شهر رمضان الذي أنزل فيه القران.. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. فرمضان على الأبواب فبماذا استعدينا لاستقباله؟.
حديثنا اليوم عن الأمور التي لابد للمسلم أن يقوم بها قبل دخول هذا الشهر عليه وهذه الأمور ليست خاصة بتوفير المتطلبات الأساسية والغذائية كما نرى الأسواق اليوم وهي مكتظة بكافة المتطلبات الرمضانية والازدحام القائم على هذه المواد من قبل المستقبلين لرمضان أكلاً وشرباً وليس استقباله بالمسلسلات التلفزيونية والبرامج الرمضانية الغير هادفة كما نشاهده من التسابق من قبل القنوات الفضائية والإعلانات المتزايدة عما سوف يتم عرضه عبر هذه القنوات والتسابق القائم من قبل الدول لشراء المسلسلات والبرامج لبثها لمواطنيهم في رمضان والأموال الطائلة التي تصرف على هذه الشاشة الصغيرة التي أغلب برامجها ومسلسلاتها لا هدف لها سوى إهدار الوقت وما تسببه من لهو عن عبادة الله في شهر نحن بأمس الحاجة إلى التقرب فيه لربنا جل وعلى ليغفر ذنوبنا المتراكمة علينا فرمضان فرصة لنا نحن المسلمين لمحوها من صفحات أعمالنا بكثرة القيام والابتهال إلى الله تعالى في شهر القران.
استقبال رمضان الذي اقصده هو أن نطهر أنفسنا من كل ما يمنعها من نيل لحصاد هذا الشهر العظيم من الرحمة والمغفرة والعتق من النار..
إلى كل من عاث فسادا في هذه الأرض.. لا تفوت على نفسك هذه الفرصة الذهبية, استقبل هذا الشهر بإصلاح ما أفسدت واعزم نواياك بتوبة صادقة لتنال عضوية القيام في شهر الصيام.
وإلى كل حاملي الأحقاد والضغائن والنوايا الشريرة أقول لهم: ارموا أحقادكم وضغائنكم وما تحملوا من نكت سوداء بعيدا وادفنوها في صحاري الرمال علها تموت عطشا وافتحوا قلوبكم للخير والمحبة والسلام كي تنالوا شرف الزيارة لضيف واقف على أبوابكم, حامل معه السعادة لكم في الدنيا والأخرة، فيا حسرتاه ان طال انتظاره ولم يفتح له باب فيرحل عنكم فلا ترونه بعد ذلك أبداً وتحرموا رحمته ومغفرته والخير كله.
وأنت يامن قتلت وسفكت وأزهقت روحا تحمل في داخلها لا إله إلا الله دون أي ذنب ماذا أقول لك هل أقول لك استقبل رمضان برد الروح لهذه النفس البريئة لتفتح بابك لهذا الضيف الكريم سترد اني اطلب المستحيل، فأقول لك طهر نفسك بالعودة إلى ربك وارض بحكمه القرآني واعمل جاهداً لضيافة الشهر علك تنال هدية ضيافته لك..
وأقول لكل من غلبت عليه النفس البشرية فظلم هذا وأكل مال آخر.. حاول رد المظالم إلى أهلها كي يدخل عليك الشهر الكريم وربنا راض عليك عساك تنال الخير والمغفرة منه, فرمضان فرصة لكل من مرت عليه السنة ولم يؤد عباده ربه جل وعلا كما تجب فهذ الشهر الكريم تعويض لنا عما سبق.
اللهم ادخل علينا رمضان بالخير والتسامح واصلح من فيه صلاح للرعية وأيد حكومتنا وشد من أزرها وكن لها عونا ومعين حتى نستضيف هذا الشهر وحالنا احسن من ذي قبل على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية..
عبد الواحد العواضي
بماذا استقبلنا رمضان..؟ 1265