إن المشاكل والأزمات والاضطرابات السياسية التي تعصف بوطننا اليمني ليست سوى نموذج لدول عديدة عاشت سيناريوهات قد تكون أشد وقعاً وأكثر إيلاما من وضعنا اليمني لكن ساستها ونخبها السياسية استطاعت أن تخرج بلدانها وشعوبها من عنق الزجاجة باستخدام حنكتهم السياسية وإلمامهم الواسع بمكامن الداء ووسائل الدواء وقد تكون القرارات الرئاسية احدى وسائل معالجة تلك الاضطرابات ما إذا كان تشخيص الأزمات دقيقاً وكافياً..
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كان الرئيس هادي موفقاً في مجمل قراراته الرئاسية منذ توليه السلطة ؟.. بطبيعة الحال لو وجهت سؤالي هذا إلى فخامة رئيس الجمهورية ربما لتلعثم خجلاً من سؤال يجيب عنه واقع مأساوي بامتياز.. لأن الحنكة السياسية ليست في حزمة قرارات يصدرها رئيس الجمهورية ولكنها في طبيعة القرارات نفسها وجراءته في اجتثاث بؤرة المشكلة, لكن ما يلوح في الأفق يؤكد للجميع أن جُل وليس كل قرارات هادي كانت من أجل امتصاص غضب الشارع اليمني المتعطش للتغيير وربما تمويه الشعب من الحقيقة الغائبة ليس إلاَّ, بدليل أن من افتعلوا الأزمات للوطن بفسادهم وبخبثهم السياسي في فترة ما قبل ثورة الربيع العربي هم حالياً من يصنعون المشاكل والأزمات والقلاقل ويشغلون مناصب عليا وبذلك لم تكن تلك القرارات الرئاسية سوى لعبة شطرنج وتدوير الفساد بطريقة مستحدثه تحت مسمى تغيير ثوري..
كثيراً ما يطل علينا المشير هادي عبر وسائل الإعلام يصف فترته بالاستثنائية وبأنه عبقري زمانه كونه أخرج الوطن من دائرة الحرب والاقتتال المسلح وحول الوضع الاقتصادي إلى مرحلة الاستقرار بينما الواقع يضع فخامة الرئيس وحكومته في قفص الاتهام ويجرد غالبية قراراته من السلامة.. والعبرة يا فخامة الرئيس ليست في الرصاص التي اطلقتها ولكن بالهدف الذي لم تصبه.
د. مطيع البوكري
قرار رئاسي.. 1170