تكتسب أهمية مواجهة الفكر الانحرافي العدواني كونه فكراً مدمراً للعقول وللبلدان والاستقرار والحضارات، ويمنع الإنسان من عمارة الكون كما خلقه الله لهذه الوظيفة، وينشأ الفكر الانحرافي العدواني من تدخل الإنسان على تعديل المعتقدات الطاهرة التي جاءت بها الرسل، فيفسد التصور ويحجر على الناس فكر الحرية وفكر النظر الواسع ويمنع التأمل في النصوص الشرعية والآيات الكونية، فيولد فكرا تقليديا مترهلا( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون), فإذا تجمد الإنسان وتواصل مع هذا الفكر المحدود الذي لا يتجاوز آل بيته وآبائه وامتنع من قبول منهج الأنبياء في الحرية والعدالة والمساواة بين العباد، وتوقف عند جوابهم على أي دعوة للتخلص من التبعي، كما قال ربنا ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) فإذا توقف هؤلاء عند هذا الحد، اتخذوا العنف باللسان أو باليد أو بالقوة لفرض هذا الفكر المختل العدواني فهنا تحل بكل مجتمع تنتشر فيه هذه الأفكار العدوانية طامة شاملة على الجماعات وعلى الأفراد وعلى المجتمعات والشعوب، تلك هي بوادر الانحراف السلوكي والاجتماعي الذي يخالف منج شرع الله بالخروج بالقوة على الشعوب وتوقيف حركة البناء وتدمير كل شيء، مروا به لا يتفق مع منهجهم العدواني، ويتوقف البناء الداخلي لكل دولة تظهر فيه الانحرافات الفكرية العدوانية، وهاكم مثالنا نحن في اليمن الذي ظهرت فيه جماعتان تعتنقان فكرين منحرفين عدوانيين.
الفئة الأولى: فرقة القاعدة أو ما تعرف بحماة الشريعة فكر هذه الجماعة يقوم على فرض فكرها بالقوة العسكرية فتقتل جيش الشعب وأمنه وتسببت في تدخل عدونا الخارجي في شؤوننا، والفريق الآخر هي فرقة طائفية باطنية رافضية جارودية حوثية، سلت سيفها على كل الشعب وتحرق الحرث والنسل وترتكب مجازر بشعة ضد الإنسانية في شعبنا اليمني، كما ترتكبه الفرق المشابهة لها في منهج الفكر المنحرف والعدواني في إيران والعراق وسوريا ضد الشعوب المؤمنة، إنهم يرتكبون جرائم شريرة ضد الشعوب لم تخطر على بال مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، ويعرف حرمة الدماء وسفكها للمجتمعات ويدمرون كل شيء مروا عليه حتى المساجد ودور العلم، كما يحدث اليوم في عمران وعلى أبواب صنعاء، وحكامنا الذين اشربوا فكر الخلود إلى الأرض لا زالوا يحسنون بهذه الفرق الضالة الظن، إما جهلا بحقيقة فكرها الانحرافي العدواني لجهلهم بقراءة تأريخها، وإلا ركونا إلى الذين ظلموا، إن فرق هذا الانحراف الفكري العدواني لا تدرك ولا تتدبر عاقبة مكرهم ونهاية أمرهم، لأن عقولهم محجوبة وأدمغتهم مغسولة وسلوكياتهم منحرفة، وأفكارهم مندفعة مقتنعة بما لا يقتنع به العقلاء ولا يؤمن به جماهير الشعب اليمني الذي يعي أن الدين هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من رحمة وهدى وإنقاذ للبشر من عبودية الخلق إلى عبودية الخالق، فيجب على كل مؤمن أن يتصدى لهذا الفكر ويكون عونا للقوات المسلحة والأمن، وعلى المخلصين من قادة الجيش والأمن أن يضعوا خطة مفصلية لمواجهة هذا الفكر بالسلاح، ردا على سلاحهم، وبالفكر الذي يكشف زيف ادعاءاتهم، ولا ننتظر من رجال دولة تائهين على كراسي الرئاسة والوزارة ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)
د. عبد الله بجاش الحميري
مواجهة الفكر الانحرافي العدواني (1-2) 1199