نقول لكل سلاطين المال و أمراء الثروة والنفوذ ولمن سواهم من رجال الأعمال وأصحاب الشركات والأرصدة والعقارات: هلاّ سألتم عن أحوال أهليكم قبل سبتمبر المباركة طالما والكهنوت قد اطل بوجهه القبيح وعاد ليطرق أبواب ممالككم في صنعاء بعد أن غيَّبت الأقدار والمنايا رجال سبتمبر وقاداتها التاريخيين ثم بسبب غروركم وتعاليكم وجشعكم الذي حال بينكم وبين الوقوف والإنفاق في سبيل العزة والكرامة ألم يكن في سبيل العقيدة والوطن؟..

ألا تخجلوا من أنفسكم أننا قدمنا ونقدم من اجل سبتمبر والدفاع عنها مالم تقدموه رغم أننا مازلنا نعيش الجوع والخوف والظلم والتهميش والضياع ولا يميزنا عن أسلافنا إلا أننا حصلنا بصعوبة على قسط من التعليم تحت الشجر قبل أن تشيد سبتمبر المدارس في كل ناحية وعزلة..

ما هو موقف أغلبكم من سبتمبر التي امتصصتم شهدها وعسلها وتلاعبتم بثرواتها وخيراتها وبددتم طموحها وأحلامها؟..

نحن وبنكران ذات ناضلنا وكافحنا من عوز وصبرنا ولازلنا نتجرع المر والعلقم نتيجة ما مورس بحقنا من جانب جمهورية سنحان العوراء وأجنحتها العصبوية..

لقد قدمنا كل غال ونفيس في سبيل الله تعالى ثم الأوطان وكنا ومازلنا نراكم أهون الشرين مع أن سياسة التجويع والتركيع ومحاربة المخلصين والأحرار وإقصاءهم وإفقارهم وتصفيتهم هي من مخلفات الإمامة والاستعمار التي ورثتموها وأحييتموها في تعاملكم معنا سابقا ولاحقا..

لقد خاض أبناء صعدة وسفيان وما جاورهما حرباً بالمجان نيابة عنكم وخذلتمونا حتى اضطررنا لترك ديارنا ومنازلنا وأموالنا ليعبث بها العابثون واكتوينا بنار الحروب والتهجير والتشريد فلم يستقبلنا وجه من وجوهكم ولم تتلمس معاناتنا وكارثتنا الإنسانية يد من أيديكم وظللتم تستهزؤون وتسخرون في أعماقكم ونحن نقول" سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"..

*أما وقد حصل ما حصل ووصلت الأمور إلى هذا المنعطف الخطير فقد آن لكم أن تخرجوا من أبراجكم العاجية المشيدة التي كنتم تقيلون بها مع سياسيي الإمامة الإرهابية وتقربونهم وتدعمونهم وتتسترون عليهم ومليشياتهم تحز الرؤوس وتبقر البطون وتفجر الجماجم والمنازل وترتكب أبشع الجرائم في صعدة وما جاورها بحق الجيش والأمن والشعب..

أما آن أن تتذكروا موقفكم المخزي تجاه إخوانكم أحرار صعدة وسفيان والعصيمات وعذر وحجور والجوف والرضمة وغيرها؟..

ألم يقدم أبناء صعدة ابتداءً بأنفسهم وأموالهم فدية لكم ولليمن.. فماذا كانت مبادراتكم الأخوية معهم ومع من تضرر من بعدهم سفيان وبرط والعصيمات وحجور وعذر ودماج ووائلة والجوف والرضمة وعمران وارحب وهمدان وبني مطر اليوم؟..

ولست بصدد التركيز هنا على مغانم الحروب الست وما بعدها, فالبعض استخدمها تجارة, ألم اقل الأغلب ممن دخلوا بورصة صعدة الدموية وجنوا مكاسبها ارصده وعقارات لا تخفى على الأحول والاعمش وكنا ومازلنا نحن الخاسر الأول والوحيد بسبب وطنيتنا وتعمد قيادة الدولة حرماننا من أبسط الحقوق المكفولة في كل الشرائع والدساتير..

*وعلى هذا الأساس فإننا ندعو كل من استفاد من خيرات سبتمبر وكل الأسر والبيوتات التي احتلت مراكز سياسية وعسكرية مرموقة في حكومات اليمن الجمهوري وكذلك الأسر التي وفرت لهم ثورتا سبتمبر وأكتوبر المجيدتان فرص الاستثمار الحر والثراء الفاحش, إلى تدارك أوضاع البلد والتبرع بخُمس أرصدتهم وثرواتهم لصالح الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة وكل مكتسبات اليمن وثوابته, فالمال عصب الحياة وعلى أن ينفق من هذا المال على وسائل الحماية المشروعة دفعاً عن البلد وأهلها وردعاً لكل طامع ومتربص و منعاً لسقوط الوطن في وحل التمزيق والاحتراب الأهلي والطائفي..

أتمنى أن تصل رسالتي والتمس عذر الجميع واعتبروا هذه المكاشفة مني تمرد صديق وناصح أمين أراد كتابة ما يراه حقاً وعدلاً والله عنده حسن المآب..