مجتمعنا يريد تشابك الأيدي، لكي نقاتل معاً، ونقتحم معاً معركة واحدة، هي معركة البناء، وتحدي الصعاب، والتصدي للعقبات.
لهذا فإن الاختلاف في الرأي أمر طبيعي ويعتبر مناخاً صحياً لعملية معالجة أو إصلاح أو لميلاد أي قرار، ولكن الاختلافات المصحوبة بإثارة الفوضى والعنف والتخريب, اختلافات مرفوضة لا يقبل بها أي إنسان عاقل تهمه قبل كل شيء مصلحة بلده، ولأنها لا تخدم إلا أعداء الوطن والمتربصين الساعين إلى تدمير هذا الوطن وشغله عن عملية التنمية والتقدم بهدف إرجاعه إلى ماضي التخلف والجهل والأنظمة القديمة التي تخلص منها الوطن بعد تضحيات جسيمة يعرفها الجميع ولا مجال لذكرها هنا..
إن الأحداث والتداعيات الجارية التي يشهدها الوطن اليمني الحبيب, مسؤول عنها جميع القوى السياسية والمنظمات والنقابات وغيرها الموجودة في الساحة بما فيهم الأحزاب المشاركة في السلطة كما لا يستثنى منهم هنا جميع المشتغلين بالسياسة والفئات الشعبية المختلفة لأنه الوطن وطن الجميع والجميع مسؤول عنه وما يصيب الوطن سيصيب وسينعكس على الجميع.
وهنا أريد أن أسأل المسؤولين عن هذه التداعيات متى ينتهي كل هذا؟
متى تنتهي كل هذه التداعيات والأحاديث والأخبار عن الخلافات بينكم, أنتم المسؤولون جميعاً عن هذه البلاد وحدكم.
تلك الخلافات التي لا تختفي إلا لتظهر ولا تخفت نارها إلا وتمتد يد أنتم أعلم بها لتلقي فيها مزيداً من الحطب!.
الغريب أن الناس يهزون أكتافهم لكل ما تنشره الصحف وأجهزة الإعلام المختلفة, الأضر من أنباء هذه الخلافات التي تثور بينكم ويبتسمون للاتهامات التي تتبادلونها وبين كل زعيم أو حزب فيكم يتهم الآخر بأنه مسئول عن كل ما يجري.. الناس يهزون أكتافهم لهذا كله لأنهم وطنيون غيورون قبل كل شيء ومستعدون دائماً للدفاع عن وحدتهم وبلدهم ولا يشعرون بخلاف حقيقي بين مصالحهم أكان ذلك في صنعاء أو عدن في حضرموت أو تعز في لحج أو الحديدة هم هنا يحلمون بالحرية وبالاستقرار والتقدم والاتجاه نحو بناء الوطن وبالبعد عن أخطار الحروب والفتن، ونفس هذه الأحلام هي التي تطوف بمخيلة كل المواطنين في سائر الوطن.
إنكم يا معشر هذه الجماعات و يا معشر السياسيين في غمرة هذه الخلافات وبين عشرات المشاكل التي تثيرونها, تنسون شيئاً بسيطاً جداً هو الرجوع إلى رأي غالبية الشعب وسؤال أصحاب هذه البلاد: ماذا يريدون بالضبط ؟, أي المشروعات يرفضون وأيهما يقبلون؟..
وأنتم إلى جانب ذلك لا تلقون الضوء الكافي على الأخبار بحيث يرى الناس الأيدي التي تحرك والبواعث التي تدفع والأسباب التي تنضخ في هذا المشروع أو ذلك! هل تراكم غافلون عن الحقيقة التي لا مناص منها وهي أنكم جميعاً زائلون وستبقى هذه الأمة, هل تراكم غافلون عن إخفاء الحقائق وعدم طرح المسائل بحذافيرها على الرأي العام وهذا لا يؤدي إلا إلى أن يجعلكم وحدكم في وادٍ, والشعب كله في وادٍ آخر..
وأعلموا أن هذه الخلافات والتداعيات وهذا الشقاق لا يمكن أن يستفيد منه إلا أعداء الوطن والاستعمار بأساليبه الجديدة, فالاستعمار وأذنابه لم يبرحوا بعد أرض البلاد العربية حتى تتفرغوا لخلافاتكم ومنازعاتكم ومشاكلكم وأعلموا أيضاً أن هذه الخلافات والتداعيات وهذا الشقاق سيكون فيه الوطن والشعب, الخاسر الأكبر وأن السلطة والمال زائلة ولا دائم إلا الله.. والله من وراء القصد..
نبيل مصطفى مهدي
لا دائم إلا الله!! 1110