قوت المواطن اليوم أصبح الهم الرئيسي والشاغل له ولأبنائه لأن به الحفاظ على النفس البشرية..

وبالنظر إلى قوانين دول العالم؛ نرى أن قوت المواطن من أولويات مهامهم, فلكل دولة لوائح وقوانين مشددة من حيث توفير قوت مواطنيهم والحفاظ عليه ووسائل الأمن الصحي والغذائي والرقابة المشددة على كل من له صلة بقوت المواطن وغذائه من خلال الرقابة على السلع المستوردة في الموانئ ولا يمكن دخولها بلدانهم إلا وقد استوفت كافة شروط الجودة من حيث مصدرها وبلد المنشأ وصلاحية الاستخدام ونسبة الكثافة فيها وخلوها من أي عيب صحي مع مراعاة وسائل تخزينها وأماكن بيعها ولم تكتفِ بذلك بل جهزت فرقاً رقابية ميدانية تجوب المحلات وأماكن بيعها للمواطن بصورة مستمرة كل ذلك حفاظاً على قوت مواطنيهم واصبح تطبيق قانون حماية المستهلك من أوليات مهامهم..

أبسط سؤال أوجه اليوم إلى جهازنا الرقابي وأخص فيه وزارة التجارة ووزارة الصحة وجمعية حماية المستهلك وأقول: هل قام احد منكم بوزن رغيف العيش في المخابز والأفران وهل أخذ أحد منكم مسطرته وعرف كم حجمه ومساحته وهل شروط الصحة موجودة في تلك المخابز والأفران, إن كان فيكم جرأة للجواب أجيبوا؟. أنا لم أسألكم عن الأغذية المستوردة ورقابتكم لها في المنافذ والفرق الميدانية الرقابية الدورية ولا أريد منكم تقريراً مفصلاً عن دوركم الرقابي في الموانئ والمحلات التجارية وكافة سبل التخزين وغيرها من أوجه مهامكم الرقابية بما يخص المواطن ولقمة العيش التي يتناولها..

هذا رغيف العيش الذي ترونه ليس غريباً أو مجهولاً موجوداً في منازلكم وتتناوله أيديكم ثلاث وجبات يومياً ولا نشق عليكم بالخروج أو الزيارة الميدانية للمخابز والأفران, أم أن رغيفكم بحجم ديك ولنا الكتاكيت اذا كان كذلك فاعلمونا بأماكن الأفران والمخابز المحافظة على النوع الرغيفي من الانقراض لنكتم أفواهنا عن مخاطبتكم.

وإلا سأعطيكم صوراً لأرغفة من كل مخبز مرفق مع كل رغيف مدونة اكتب لكم فيها اسم المخبز وعنوانه لكي تتأكدوا من أن الرغيف الذي يتناوله عامة الشعب أوشك على الانقراض يوماً بعد أخر.

ماذا أقول للمواطن الذي قدم لي سؤال من انه يعول اكثر من عشرة انفس هل أقول له اشترِ في اليوم الواحد مائة رغيف كي تسد جوعك وجوع أسرتك لان أصحاب المخابز ما عاد لهم ذمة ولا ضمير وما عاد لنا في هذا الوطن احد يحمي قوتنا وقوت أبناءنا, أم بماذا أرد عليه؟!.

الأفضل أن أترك أصحاب الشأن في المجال الرقابي في حكومتنا الموقرة هم من يجيبوا على سؤالك أيها المواطن الذي لم تحس يوماً بوجود من يحميك من أبسط حقوقك اليومية والأساسية في نفس الوقت..

الغبن والتطفيف والاستغلال ولم تجدوا أحداً يحاسبكم على ذلك؛ فاعلموا أن اللهَ رقيبٌ عليكم..