تتميز الذبحة الصدرية بألم مبرح خانق عاصر في الصدر، وهو ألم مباغت في العادة، أو تصير المقدمات ويشتد الألم وبعنف حتى ليرى المريض الموت عياناً، ولكن الموت قلما يجيء، وإذا امتنع الإجهاد البدني أو العقلي المفاجئ وراض المريض نفسه على الاعتدال في كل تصرفاته، فمن الممكن أن تقل النوبات عما كانت وتهون.
إن مرض الذبحة الصدرية هو إلى نقص نصيب عضلة القلب من الأكسجين وينشأ هذا النقص من اعتلال الشرايين المغذية لهذه العضلة، سواء لتقلصها أو لاستنشاق هواء تضاءل معدل الأوكسجين فيه وخير مثال على ذلك الغرف التي تمتلئ بدخان السجائر أو الشيشة أو الغرف التي تمتلئ بدخان غاز الفحم أول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكربون ولا يوجد بها منافذ للتهوية أو مغلقة.
وألم الصدر الذي يبدأ حاداً عنيفاً ثم يهون في لحظات هو ألم الذبحة الصدرية الأصيلة فإذا طال الألم وأضنى ودام ساعات وأياً كان منشؤه الأغلب انسداد الشرايين التاجية وحرمان جزء من عضلة القلب حرماناً تاماً من الدم، ومن بواعث الذبحة الصدرية الهياج والإجهاد البدني غير المألوف وعسر الهضم، والتعرض المفاجئ للبرد وشرب الماء المثلج، والصدمات المباغتة أياً كان منشؤها.
والمشتبه في إصابته بالذبحة الصدرية يجب أن يتم إسعافه فوراً إلى المستشفى التخصصي ويجب أن يفحص من قبل الإخصائي بأمراض القلب فحصاً طبياً دقيقاً حتى يعرف كنه ما به، وينبغي عدم التأخير في إجراء هذا الفحص لأن تشخيص العلة هو السبيل الوحيد لوصف الدواء الناجع.
وكل ما يمكن تقديمه للمريض بالذبحة الصدرية في إجراءات إسعافيه سريعة قبل وصول الطبيب الإخصائي ونقله إلى المستشفى هو نزع الملابس الضاغطة على جسم المريض ووضعه على سرير في غرفة دافئة جيدة التهوية وعدم إعطاءه أي دواء قبل وصول الطبيب وإذا كان المريض غائباً عن رشده فضع على منديل قطرات من روح النشادر العطري وقرّبة في آنفه، ثم أرسل في طلب الطبيب الأخصائي أو نقل المريض لأي مستشفى تخصصي مهما كانت حالة المريض حتى لو كانت هذه هي النوبة الأولى، ودام الألم أكثر من دقائق، ومن الأخطاء الشائعة التي يتصرفها بعض الأطباء العموم الغير أخصائيين هو إعطاء المريض قرصاً من أقراص "النيتروجلسرين" تحت لسانه ويزول الألم ببطء.
بيد أن هذه العقاقير قد تضر بالمريض خاصة إذا كان الألم ناشئاً عن انسداد الشرايين التاجية فلا يجوز استعمال أي أدوية إلا بوصفة طبيب متمرس وأخصائي ويظل المريض تحت إشرافه ورعايته.
كيف تتجنب حدوث الذبحة الصدرية:ـ
كل شخص يمكن أن يقلل من حدوث الإصابات بالذبحة الصدرية وهناك عدة طرق يمكن اتباعها:
· حافظ على تناول الأطعمة الجيدة والتي تحتوي على نسب قليلة من الكولسترول والدهون وذلك حتى تحفظ ضغط الدم في النسبة المناسبة.
· امتنع عن التدخين نهائياً وتجنب ارتياد الأماكن التي يكثر فيها التدخين مثل مجالس القات خاصة إذا كانت هذه الأماكن مغلقة النوافذ.
· لا تغضب أو تجهد نفسك.
· مارس التمارين الرياضية وخاصة رياضة المشي ولو لمدة عشر دقائق يومياً.
· خفف من وزنك إذا كنت تعاني من السمنة المفرطة وتجنب الأطعمة الدسمة.
إن أحسن الطرق في معالجة هذه المشكلة هو أن تواجه هذه الحقيقة مع نفسك ولا تحاول أن تخدع نفسك، ويكن لديك إرادة قوية تمكنك من تغيير العادات الغير صحية والتي يمكن أن تؤدي بحياتك إلى التهلكة..
وكذلك حافظ على مواعيدك المنتظمة مع طبيبك الأخصائي واتباع نصائحه والعمل بها..
د.عبدالسلام الصلوي
الذبحة الصدرية..إشارة إنذار مبكر 1165