;
مصطفى المساري
مصطفى المساري

جاهلية القرن الحادي والعشرين 1136

2014-06-18 19:37:00


على الرغم من الطفرة الهائلة في التقدم العلمي الذي شهده المجتمع الإنساني خلال القرن الحادي والعشرين في كافة المجالات الإنسانية؛ إلا أن المجتمع الإنساني -اليوم- مايزال يعاني من جاهلية قوى الهيمنة الغربية التي تسيطر عليها الأهواء، وتقودها المصالح المنافية في كثير من الأحيان لمعاني الإنسانية، فلو صوَّبنا أعيننا صوب سياسات القوى المهيمنة -اليوم-لانصدمنا بسعة الهوة بين إنسان وإنسان آخر من حيث الحقوق والمعاملة.

نرى اليوم قوى الهيمنة تتاجر وتتباهى بكمٍ هائل من المفاهيم والقوانين الحديثة- من وجهة نظرها- والتي تُعنى بحقوق الإنسان

وحرياته -حسب زعمها- إلا أن تلك المفاهيم والقوانين تصبح خاوية على عروشها، حين يتعلق الأمر بمن لا يسبِّح بحمد جاهليتهم، فلو أخذنا- مثلاً- حق الحياة وحرية الاختيار(الديمقراطية) وأنزلناهما على واقعنا العربي؛ لرأينا ما يدحض كل ادعاءاتهم الزائفة التي يتغنَّون بها في مسرح البهتان.

وقد تمخّض عن الثورات العربية جلاء الستار وبانت حقيقة تلك الادعاءات، فحين أفرزت الثورات - بطرق مشروعة وحضارية- من لا ترضاه قوى الهيمنة؛ تعرَّت القوى عن مبادئها، وتنصَّلت من ادعاءاتها، وتجلَّت جاهليتها.

فالديمقراطية في مصر أمست إرهابا! والحرية في سوريا أضحت "تبعث الخوف من المتشددين"!

والشرعية في تونس أصبحت تطرُّفا!

والمصالحة في فلسطين صارت منافية للسلام!

والتمرد في ليبيا صار أمناً واستقرار!

والانقلابات العسكرية انقلبت ثورات!

هذه فقط قطرة من بحار الجاهلية الحديثة التي تموج بالبشرية نحو التشرذم ثم الانهيار.

وليس بعيداً أن ينهار المجتمع البشري في ظل فراره عن أضمن الحلول بل والحل الوحيد لطي سِجل الجاهلية المهيمنة.

إن الواقع اليوم، المكتظ بضحايا الظلم، والمفعم بروائح الاستبداد، والمَكسو بثياب الطغيان؛ ليحتم علينا أن نؤمن بأن البشرية لا يصلح أن تقودها قوانين وضعية التشريع، أهوائية التعامل، تتنافى مع ظاهرها في كثير من الأحيان, وأن البشرية لن تنال السعادة الحقيقية؛ إلا حين تحتكم إلى قوانين مترفِّعة عن الأهواء، ومنزهة عن التعارض مع المضمون والظاهر ومع الواقع المُعاش.

قوانين تهتم بالإنسان كإنسان، بعيداً عن الاتجاه الأيديولوجي أو الجنس البشري أو حتى الانتماء الديني؛ وهذا ما لن نجده إلا في دين الرحمة للعالمين.

من هنا ندرك بأن الحل الأضمن والأوحد يصيغه لنا الدين الإسلامي، دين العقيدة والشريعة.

الدين الذي جاء برسالته إلى الناس كافة؛ كي يخرجهم من كهوف الجاهلية المظلمة، إلى رحاب العلم المنير.

الدين الذي بعدالته لطم المسلم بن الأمير المسلم (بن عمرو بن العاص) اقتصاصا لرجل قبطي.

الدين الذي بنزاهته صدر حكمٌ لصالح يهودي في قضية خلاف بينه وبين حاكم المسلمين.

بل الدين الذي اهتم حتى بالحيوانات، فأدخل امرأة النار بتعذيب قطة، وبالإحسان إلى كلب أدخل آخر الجنة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد