;
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

أبعاد التخلف السياسي والديني والمجتمعي (1-2) 1124

2014-06-18 19:29:35


لكي نفهم ما يدور في وطننا يمن الإيمان لابد من تفكير عميق لأسباب التردي لأوضاعنا في كل حياتنا التي نجد الاختلال في كل ميادينها السياسية والعلمية والدينية والمجتمعية، ونحن المسلمين أصل لنا ديننا الربط المعرفي الرقمي وجعله منهجا مقدساً؛ إذ نجد في القول النبوي «ثلاث من كُنّ فيه...»، و« اغتنمْ خمساً...»، و« ثلاث مُنجيات...» إلخ. وعلى هذا المنهج أتحدث عن الانحرافين المعرفي والسلوكي في أبعاد أربعة: «الجهل، الخوف، الأنا، الكسل»، هي المكونة لهما والمشكلة لبداياتهما، وهي في ما بينها منظومة يُغذي بعضها بعضاً؛ إذ التخلف منظومة، كما الحضارة كذلك. البعد الأول الجهل: ليس هو الذي تنطلق منه المعرفة حين يدرك الإنسان نقص علمه بالشيء فيدفعه هذا الإدراك إلى علم الأشياء والتعرّف عليها؛ فهذا جهل في الشكل، علم في المنفعة والمؤدّى، وهو ما يُسمّى بـ «علم الجهل»، لكنه الجهل الذي يؤسس للانحراف في المعرفة والسلوك، الجهل بالذات كقيمة ووجود، وكمنهج ومسار وكغاية وهدف ورؤية, هو جهل يغري بجهل أكبر منه يتركب منه الظلم والقهر والاستبداد والكبر وغمط الناس، كل من موقعه ومكانه؛ فالجاهل هذا يسخر إمكاناته وقدراته لخدمة جهله، وسيجد في الناس من يعمل على شاكلته، كما سيطال الناس منه ما يقهرهم ويضيع حقوقهم ويسلب ذاتيتهم. وفي منطقة الجهل هذه تنبت بذرة الانحراف، بذرة خبيثة لا يمكن رؤيتها حال تشكلها وحال نشأتها إلاّ بعين الخبرة والدراية والنقد المبصر، والسكوت عنها أو سقيها بالمال والسياسة، والتقاليد والعادات سيجعل من الصعب اقتلاعها. البُعد الثاني: الخوف، وهو نتاج سابقه، خوف مصدره الوهم، خوف من المجهول حين تستعد منهجية التفكير لاستقبال المفاجآت وإدارتها كحال طوارئ الإسعاف والإطفاء. إننا نصنع وبجدارة حالة الخوف هذه، فنحن لا ندرس علم المستقبليات كما ندرس وقائع وأحداث التأريخ. التأريخ الذي تشكلت منه طرائق تعاطينا مع واقعنا أو رؤيتنا لمستقبلنا، وما التفكير بعقلية المؤامرة إلاّ بعض ما عندنا... الخوف قتل فينا روح التلقائية والإبداع، ورسّخ فينا الانكفاء والاكتفاء، والفهم بأننا مستلبون حضارياً وعلمياً، ولا همّ لنا إلاّ التفكير بإعادة ماضينا، والنتيجة لا هذا ولا هذا كما في قوله صلى الله عليه وسلم « المنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع»، ولو أننا تربينا على شيء من المغامرة والإبداع، وأخذنا من الجنون جماله، وغادرنا بعض قناعاتنا الخاطئة، وتعالجنا من أوهامنا المخطوطة على الرمل، والمكتوبة على الماء لأبصرنا خريطة طريقنا، ورسمنا جغرافية فكرنا، ولشاركنا أهل الأرض حضارتهم. الشيء المضحك المبكي، أن كل من يمارس التفكير السلبي، آنف الذكر، ويحارب غيره محافظاً على وجوده زعم، هو لا يمارس حربه بغير تقنيات وأدوات لم يشارك في صنعها، ولا في توجيه استخدامها، وشر الشرين أن تتم هذه المحافظة الموهومة، وتُشنّ الحروب الاستنزافية تحت ستار التدين والقناعة والحفاظ على الدين والانتصار لآل بيت النبوة المهضومين المظلومين، ودعاء الهوية والوطنية و... و... إن قدراً من الوعي لا بد أن يحصل، وإلاّ فالأمر خطر والسكوت مخاطرة، هذا هو الجهل الذي يجب رفعه، وليس تعليم حروف الهجاء! وقراءة الجرائد وتعليم التبعية المفرطة لدرجة عبودية الرجال ( مالنا إلا سيدنا) ولا يصح التبعية لمشايخ مرتزقة وعلماء مدعين العلم وهم متخلفون مقيدون في نصوص تاريخية في عداء الأمة لا تمت للدين ولا للمعرفة بنسب، ولا لمجموعة من كبار السن الذين دب في أجسادهم مرض السكري وأمراض كبر السن المختلفة الذين لا يعود تعليمهم لنا وتوقيفهم لثورتنا وطلبهم تعقلنا على الواقع بشيء؛ إذ سيتطوع الناس بتشييعهم إلى مثواهم الأخير دون أن يتقدموا خطوة للأمام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد