عندما يكون لحكومة ما، خطة تقوم بتنفيذها وفق معطيات زمنية ومحطات تنموية، فيعجز أحد الوزراء عن فهم مهامه ويتخلف عن إنجازات وزارته، حينئذ يكون التعديل الوزاري ممدوحاً ومطلوباً، لكن حينما تكون الحكومة مجرد أسماء محاصصة بين أطراف سرقوا ثورة الشعب وتفتقد هذه الحكومة لخطة تنموية معلومة التنفيذ ولم يلمس منها شعبنا أي تقدم وتخلص من الوضع السابق الذي ثار عليه بل زادت في همه وثقله، لكونها من عناصر الوضع الماضي وجوههم هي، هي ولم تختلف إلا أسماء الكراسي التي جلسوا عليها، فحينئذ يكون التعديل ضرباً من العبث والخداع، فليس معنى التعديل غير أن الرئيس غيّر إطارات سياراته الأمامية، أريد أن نعرف ما الذي سيعمله المهندس والمخلص الوطني المعروف عبد الله الأكوع في وزارة الكهرباء التي سبق له أن تولاها وعرف علتها وشيخوختها فاراد تجديد محولاتها التي خدعنا بها فوقف رئيس النظام السابق في وجهه ومنع ذلك بقوة سيطرته فاضطر المهندس للاستقالة, فهل سيستجاب لمطالبه بأن يذهب وزير الدفاع يحرس محولات وأبراج الكهرباء وسيستجيب رئيس الدولة لشراء المحولات المشتراة من شرائك أوروبية مجددة، بعد استهلاكها عمرها الطبيعي..
المهندس يعرف مرض الكهرباء وعلتها الأساسية الآن في تفجير مولداتها وأعمدتها من قبل المخربين والمرتزقة، فهل المهندس عبد الله الأكوع يملك قدرة خارقة يقضي بها على عناصر التخريب، ويعيد العافية للأعمدة ومحولات الكهرباء حيث عجز سميع عن صد هجمات الخونة، من القبائل التابعة لمشايخ مرتزقة، ربما يكون تغيير صخر الوجيه لأن الدولة خافت على مرتبات موظفيها من عدم التوفر من مساعدات الدول التي تعبث باليمن بحيث اشترطت تغييره حتى تدفع ما التزمت به من مساعدة لوجه غير معروف فهذا مقبول، لأنه يحق لمن احتل كراسي الدولة الخوف على عدم توفر حصته من المال العام، لكن قولوا لنا كل باقي الوزارات التي أجري التعديل فيها فهل وزير المالية والبترول الجديدان عندهما إنقاذ لانعدام المشتقات البترولية؟.
إن الدول الفاشلة هي التي تلجأ إلى التغيير الوزاري بوجوه جديدة من نفس الفصيلة الاحتياطية، لتخدع شعبها ليطول عمرها، فما يلبث الشعب أن يعرف الحقيقة، حكومة المحاصصة يا سيادة الرئيس هادي ليس عندها خطة تنموية وإن عدها بعض الناس إنذاراً أولياً، وإنما بين أيدهم خطة كم نصيب حزبي ومكوني السياسي من الكراسي، فهل يصح لنا أن نتفاءل، وبالمناسبة تغيير وزير الخارجية لا محل له فإن عدم تمكن القربي من تعيين سفراء وعزل آخرين، ليس لأنه لا يستطيع، بل لأن حزبه لا يريد، فهل الوزير الجديد يردي وإن كان حزبه لا يريد سنرى، وبمثل هذا المطب العائق سيعامل السيد جمال لكن التغيير لوزير الخارجية أعاد لنا الذكريات الأولى لثورة سبتمبر وذكرنا بأناشيد الثورة اليمنية على الإمامة الغاشمة، يوم كنا ننشد من دون إدراك وبصيرة بل بفطرتنا " الجمهورية هي الحرية ... لا عد ملكية ولا رجعية.. عاش السلال، السلال والضباط الأحرار" ذكرنا الفندم جمال إبن أول رئيس للثورة، يوم كنا نخرج في الشوارع نستقبل الرئيس السلال الخطيب المفوه، نصطف ونحن أطفال من المدارس ويؤتى بنا من المزارع ورعيان الغنم في البادية، نستقبل السلال- رحمه الله- وهو يسير في الشارع وهو يتوجه إلى العرضي ونقول" عاش السلال يا عروبة.. يدعمه جمال يا عروبة" ونحن اليوم نقول "عاش هادي اليمن، اليمن.. يدعمه جمال سلال اليمن" فهل يستطيع جمال أن يغير ما عجز عنه القربي، سننتظر..
والحقيقة نحن كنا ننتظر حكومة كفاءات بخطة تنفذها يا سيادة الرئيس، وسننتظر: هل ستعود المشتقات النفطية بتعديلك الوزاري؟، نحن كنا بحاجة لتغيير وزير الدفاع الذي تقاعس عن حماية الكهرباء كما غيرنا وزير الداخلية، لكن دائما الدول الاستبدادية تغير المدنيين، لخداع شعبها وتثبت العسكريين، وليعن أستاذنا نصر، بنصر من عنده على الإعلام الكاذب إعلام الرئيس المخلوع فهي من أهم مهماته أعانه الباري..
د. عبد الله بجاش الحميري
تعديل وزاري لحكومة محاصصة 1226