ما يتعرض له الجندي اليمني اليوم وما سبقه نتيجة كل تلك الأحداث والصراعات الموجودة على الساحة اليمنية من قتل وتشريد وإصابات خطيرة تجعل منه طريح الفراش بقية حياته هذا الجندي- الذي زكاه نبي الأمة عليه أفضل الصلاة وبشره بجنة عرضها السموات والأرض حين قال (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت في سبيل الله)..
إلى كل من غلبت عليه المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن.. إلى كل من ضحى بكل جندي من أجل منصب أو تصفية أحقاد أقول لهم "صفوا أحقادكم بعيداً عنا ولا تجعلوا من قواتنا المسلحة ضحايا أحقادكم ومناصبكم, واعلموا أن الله سائلكم على كل عين ساهرة في سبيله وكل نفس تزهق روحها بصراعاتكم المذهبية أو السياسية أو القبلية فهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم, فلا تزجوا بهم إلى الموت وحافظوا على هذه الثروة الوطنية وهذا المكسب الوطني الوحيد الذي أحس الشعب معه بالأمان بعد الله سبحانه وتعالى..
ألا يكفي ما فقد منهم في صيف 94؟ وأحداث صعدة ليست ببعيد عنكم ويكفي ضحاياهم على أيدي الجماعات الإرهابية من عمليات انتحارية وشهداء التصدي لتلك الجماعات الإرهابية والتخريبية في كل نواحي جنوب وشمال الوطن..
لو قمنا بحصر شهداء الوطن خلال هذا العقد من الزمن فلا يصدق أحد هذه الإحصائية من شهداء وإصابات مزمنة لقواتنا المسلحة والأفراد والتي راحت ضحية صراعاتكم الداخلية..
سؤال أوجهه إلى كل من له يد بإزهاق هذه الأرواح البريئة ماذا سيكون ردكم حين تعرضوا على ربكم وهذه النفس البريئة المعلقة على رقابكم فتقول يا رب سله لما قتلني وأزهق روحي وتسبب بتشريد أبنائي من بعدي؟
ونحن المسلمون مازلنا في فسحة من ديننا مالم نزهق روحاً بريئة بدون أي ذنب اقترفته.. يكفي هذا الجندي أنه مالقي حقوقه اللازمة ليصل إلى كفايته المعيشية له ولمن يعول..
إلى كل من يدعي الدين وكل من يقاتل باسم ديننا دين المحبة والسلام إنه لادين ولا ملة لك ويدك مازالت ملطخة بدماء المسلمين الأبرياء ونزغاتك الشيطانية مازالت تجري في عروقك؟! لماذا أصبحت النفس اليمنية رخيصة عندكم إلى درجة أنها تزهق في سبيل مناصبكم وشهواتكم وأحقادكم الشخصية؟!
ونسمّي هذه المرحلة الدموية إلا مرحلة تصفية الأحقاد فيما بيننا نحن أبناء هذا الوطن المعطاء والذي تجمعنا به كل أواصر الدين والمحبة والسلام.. أين أنتم من حديث نبيكم عن إيمان وحكمة أهل اليمن حين قال (الإيمان يمان والحكمة يمانية) أم جعلتم حديثه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم أحجار تنصب في الشوارع والطرقات..
عبد الواحد العواضي
جنودنا..أغلى من مناصبكم 1191