قال تعالى "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" الشعراء:4
إن الذي يستقرئ شخصية "زعيم الغفلة الفرعون السي سي" جيداً من خلال كل ما صدر عنه من أقوال وأفعال منذ ظهوره المفاجئ على مسرح الأحداث في مصر, سيكتشف بسهوله ويُسر أنه أمام شخصيه غريبة الأطوار غير متوازنة ولا مستقرة نفسياً, وتعاني اضطراباً ونقصاً حاداً في المقومات والصفات القيادية, فهو إنسان واضح الغباء والجهل والحمق, ليس لديه رؤية واضحة لأي شيء, فهو جاهل في السياسة وفي الاقتصاد وفي التاريخ وفي الجغرافية وفي الاجتماع وحتى في العسكرية التي ينتمي إليها, وسيكتشف بأنه أمام شخص مُكلف بمهمة لا تنفذ إلا بالقوة والقمع والبطش والقتل والظلم والعدوان دون أن يكترث بأبعادها وغير مُعتبر من مصير الطواغيت الذين سبقوه في الخيانة والإجرام.
إن الفرعون الأصغر" السي سي" كما هو واضح يريد فقط أن يُثبت لأسياده الذين جاؤوا به بأنه قادر على تنفيذ هذه المهمة الشيطانية مهما كلف الثمن من دماء الشعب المصري, وهذه المهمة هي إنهاء ثورة 25 يناير بالانقلاب عليها, بإعادة ثقافة الرعب والخوف والذعر والخنوع التي زرعها العسكر في قلوبهم من بداية استلامهم السلطة في عهد عبد الناصر, والتي قد انهارت وانتهت في يوم 25 يناير 2011 ولن تعود بأمر الله, ومما يؤكد على هذه المهمة تسمية انقلابه بثورة 30 يوليو 2013 وهو اليوم الذي قام به بانقلابه وإلغاء ذكر25 يناير بل مهاجمتها في الإعلام الموالي له بعنف, ومما يؤدك على ذلك أيضا شريط الفيديو المُسرب لاجتماع للسيسي مع الضباط يطلب منهم قتل الشعب دون شفقة و لا رحمة ومُتعهداً لهم بأنه لن يحاكم أو يسجن أحداً منهم مهما كان عدد من قتلهم والجرائم التي ارتكبها قائلا لهم: لقد مضى عهد محاكمة وسجن الضباط مهما كانت التهمة الموجهة لهم وأنهم جميعا فوق القانون, وبالفعل قام بإعادة محاكمة جميع الضباط الذين قتلوا أبناء الشعب المصري في انتفاضة 25 يناير بمحاكمة صورية وتم تبرأتهم والأفراج عنهم فوراً .
ومما يؤكد على هذه المهمة الجهنمية أيضاً المجازر المتعددة التي ارتكبها منذ ظهوره على المسرح, وكان أفظعها وأشدها إجراماً وحقداً وعنفاً ودون شفقة ولا رحمة وفيها جرعة هائلة من الإجرام والرعب والبشاعة وهي مجازر المنصة والحرس الجمهوري في رمضان والناس صيام وفي صلاة الفجر حيث قتل الركع السجود, ثم مذبحة رابعة العدوية وميدان النهضة, حيث قتل الأطفال والنساء والرجال والشيب والشبان دون شفقة ولا رحمة بالدبابات والطائرات والمدافع الرشاشة وقاذفات اللهب وحرق الجثث وسحقها بالدبابات وجرّفها بالجرفات وحرق المساجد ومنها مسجد رابعة ومسجد الفتح في شارع رمسيس وقتل كل من احتمى فيهما. وأجهز على الجرحى وطارد الناس في الشوارع والناس ركع سجود في صلاة الفجر , ومما يؤكد على مهمته الإجرامية الخيانية إصدار أحكام بالإعدام على المئات من المصريين لأبسط التهم الملفقة واعتقال الآلاف دون محاكمة ودون ذنب حتى أنه يقوم باعتقال فتيات طالبات في المدارس والجامعات في عمر الزهور والاعتداء عليهن والحكم عليهن بأحكام عالية جدا ظلما وقهرا فقط من اجل ارعاب وإخافة الشعب المصري .
ولقد أراد المجرم السيسي أن يُعطي مهمته غطاءً شرعياً وشعبياً, فطلب من علماء السلطان والشيطان الذين ينتسبون للعلم الشرعي زوراً وبهتاناً بإصدار الفتوى التي تبيح له ارتكاب المذابح والمجازر بالشعب المصري دون تردد, فتسابق هؤلاء الشياطين الأشرار المرتدون على اصدار الفتاوى, بل وصل الأمر بهم أن يدعوا بأن الفرعون السيسي ووزير داخليته هامان نبيان مرسلان من عند الله, وتم تسخير الإعلام وجميع القنوات الفضائية الرسمية والخاصة لتصنع منه أسطورة الى درجة أنها بالفعل ألهته, ولكن كانت النتيجة عكسية فثار الشعب المصري واندلعت المظاهرات والمسيرات المتحدية للسيسي ولم تهدأ إلى الآن رغم استمرار شلال الدم الذي يتدفق من جسده والذي لا زال يتدفق بقوة حتى لحظة كتابة هذه الكلمات.
فبدلا من أن يُعيد ثقافة الرعب والخوف والذعر الى قلوب الشعب المصري حصل العكس, فإذا بالشعب المصري يملأ قلب الفرعون بالخوف والرعب والذعر, وكان أعظم دليل على ذلك هو أثناء حملته الانتخابية لم يستطع أن يظهر بأي لقاء جماهيري مع الشعب المصري من الخوف والذعر والرعب, فكانت لقاءاته محصورة وفي اماكن محصنة مع زمرة المفسدين والقوادين والمومسات وتجار الرقيق الأبيض والأقباط.
ومما زاد في رعب السيسي وذعره وخوفه رد الشعب المصري الحاسم والحاسم والقاطع في يوم مسرحية الانتخابات الرئاسية الهزلية التي أراد من ورائها أن يحصل على الشرعية المزورة وهذه المقاطعة التي لم تحصل في تاريخ مصر, حتى أن مراكز الاقتراع في ذلك اليوم كانت خاوية على عروشها ما عدا بعض المراكز التي اقترعت فيها منظومة الفساد التي تسيطر على مصر من الأقباط والموساد والقوادين وتجار الرقيق الأبيض واللصوص والبلطجية.
وكان الاقتراع مفروضاً أن يكون لمدة يومين ونتيجة هذه المقاطعة التي كانت بمثابة فضيحة للفرعون السيسي تم تمديده الى يوم ثالث مما زاد بالفضيحة تفاقما, وكان الإعلام المُسخر لصناعة أسطورة من السيسي هو من نشر وفاقم من هذه الفضيحة, حيث أخذ المذيعون والمذيعات يصرخون على شاشات قنواتهم ويناشدون الشعب المصري أن يذهب للاقتراع وصاروا يشتمون الشعب المصري بأبشع الألفاظ, حيث تهاوت هذه الأسطورة الزائفة في ذلك اليوم .
ورغم هذه المقاطعة فإذا بالنتيجة فوزا كاسحا للسي سي بحصوله على 25 مليون صوت , واذا بالمرشح المنافس له حمدين صباحي والذي أسند له دور السّنيد للبطل يحصل على المرتبة الثالثة وليس الثانية رغم أن المنافسة كانت فقط بين مرشحين, حيث كانت الأصوات الباطلة أكثر من الأصوات التي حصل عليه صباحي والتي بلغت 750 ألف صوت, فأضافت النتيجة للفضيحة فضيحة.
وفي يوم الأحد الثامن من حزيران يونيو 2014 أقسم السي سي قسم تولي سلطاته الرئاسية في ظل إجراءات أمنية غير مسبوقة(مراسم احتفالية استعراضية رسمية وبعيدة عن جماهير الشعب المصري)تعبر عن شدة الرعب والخوف والذعر الذي يسيطر على الفرعون السيسي والذي أراد أن يعيده إلى قلوب الشعب المصري, فإذا به يعشش في قلبه, فرسالة الشعب المصري للفرعون قد وصلت بقوة, وها هو الشعب المصري يستمر برفضه ولفظه يوميا في كل الميادين والشوارع والجامعات.
فمن علامات ذلك مجيئه للمحكمة الدستورية العليا بطائرة عامودية ومغادرتها على عجل بنفس الطائرة, فلو كان واثقا من حب الشعب المصري له وبأنه جاء الى الحكم بإرادته وليس على جماجمه وعلى بحر من دمائه وفي ظل أنين الثكالى واليتامى والأرامل لخرج في وسط الجماهير وفي موكب شعبي, وبعد أن أقسم اليمين ألقى في احتفال بائس يائس مُهين خطاباً مطولاً أكد فيه على مهمته التي جاء من أجلها, حيث توعد الشعب المصري بأنه سيذيقه العذاب ألوان, وبأن كل من سيخرج عن طوعه وإرادته ولا يُسبح بحمده ويُلبي باسمه يا ويله, وأعلن حربه على الإسلام وطالب شيخ الأزهر بالعمل على تغيير الإسلام بما يتوافق مع عصر السيسي, وأعلن بأن جيشه وعسكره لا يؤمنون إلا بعقيدة واحدة وهي الإيمان بالوطن أي بأنه جيش وثني ليس له علاقة بالإسلام.
وعلينا أن نعلم بأن مرحلة" سي سي" ينطبق عليها قول الله سبحانه وتعالى:
(وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ*فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ*فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ* وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)]النمل:50-53 [
· ففيها تم انكشاف حقيقة منظومة الفساد المستفحلة والعميقة في جميع القطاعات التي تتحكم بجميع مفاصل الدولة المصرية وتشل نهوضها وتنخرها نخراً وتفتك بها فتكاً, فتبين الخبيث وما أكثره, فكانت فترة تمييز وتمحيص لا بد منها ليكون البناء الجديد بعد هدم المعبد على أسس صحيحة ونظيفة وطاهرة, حيث تبين أن حجم الفساد والنخر في مصر قد وصل الى درجة لا يصلح فيه الإصلاح ولا الترميم ولا العلاج ولا الترقيع بل إعادة البناء من جديد, وهذا ما سيحصل قريبا شاء من شاء وأبى من أبى, فالفرعون" السي سي" بحمقه وغباءه يدفع بالأوضاع في مصر نحو الانفجار الحتمي الذي سيطيح "بالسي سي" وهامان وجنودهما وملأهما ويهدم المعبد على رؤوسهم أجمعين.
*مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
محمد أسعد التميمي
الفرعون الأصغر..السي سي سيهدم المعبد على من فيه 1204