إن من أوصل وطننا اليوم إلى أوضاعه المتردية في تفشي ظاهرة الجريمة بكل أشكالها سواء القتل أو الاختطاف أو الاغتيال وتدمير ممتلكات الدولة والمواطن وكذا كل أوجه السرقة والنهب..
مما جعل المواطن يصاب بالذعر والخوف على نفسه وأهله وأمواله وممتلكاته ولا يمر علينا يوم إلا ونسمع فيه عن حادثة قتل وسرقه ونهب..
وهذه الجرائم جعلت من هذا الوطن مرعى لكل أولئك المجرمين الذين هم شبه خفافيش الظلام لهم ليل يصولون ويجولون فيه بعيدا عن أعين الناس فلا نرى إلا جرائمهم تنفذ بكل دقه وعلى أسس مدروسة مخطط لها مسبقا واكثر هذه الجرائم تدار وتحاك من قبل أياد خفية من مصلحتها تدمير هذا الوطن وجعل المواطن في خوف دائم.
وكذلك الصراعات القائمة سواء المذهبية منها أو السياسية أو الحزبية كلها عبارة عن عجلة تدار بمحرك خفي وهذا المحرك الذي يعمل من وراء الستار يعمل بالوقود الداخلي وكذا بالوقود الخارجي وعلى حسب كميات الوقود فيه وبلد المنشأ ( الأموال، ىالوعود، المصالح......)
لكن مهما كانت هذه الأيادي خفية على الشعب وحكومته فإنها لن تخفى على ربنا القائل في محكم كتابه (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء).
فمهما أطالوا المكث وراء الستار ومهما عاثت أياديهم فسادا في هذا الوطن لابد للظالم من نهاية ونحن لا نملك إلا سلاح ربنا جل وعلى برفع أكفنا إلى السماء ليل نهار مبتهلين للذي حرم الظلم على نفسه بإزالة كل ظالم ومن أيده وسخر إمكانياته لدعمه إنه على ذلك قدير.
ولابد علينا نحن شعب اليمن أن نستعين بالصبر هذا هو خيارنا الوحيد قال تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة..) ونقر ونجزم أن هذا بلاء من الله تعالى على الشعب بأكمله بقوله (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين).
ولن نحقق لأولئك المجرمين بغيتهم من أعمالهم التخريبية تلك وهي إيصال هذا الوطن إلى طريق مسدود حتى يأتي اليوم الذي يرونه مناسبا فيمثلون فيه دور المنقذ له ولشعبه.
وأخيرا أقول لهم: مهما طال اختفاؤكم لا بد لكم من الظهور وأخذ كل منكم حسابه وعقابه على كل جريمة اقترفها بحق هذا الوطن وشعبه سواء من الله تعالى أو من عباده.
لذلك أقول للقائمين على أمن هذا البلد إن وطننا عالق داخل ممر ضيق ولا يكمن تحريك العجلة الأمنية والخروج منه إلى بر الأمان إلا إذا توكلتم على الله وحسنت نواياكم وسخرتم كل إمكانياتكم وجهودكم لأمن هذا الوطن وشعبه.
وأدعو كل فرد من أبناء هذا الوطن إلى سرعة العودة إلى ربه والوقوف صفاً واحداً ضد الظلم وأهله عسى أن يبدل حالنا إلى أحسن حال.. يقول تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
عبد الواحد العواضي
غيروا ما بأنفسكم 1175