;
علي ناجي الرعوي
علي ناجي الرعوي

اليمن..لا حلّ في الأفق!! 1612

2014-06-13 19:19:18


رغم أن اليمن اعتبر من أقل البلدان تضرراً من عاصفة (الربيع العربي) بالنظر إلى الطريقة التي جرت فيها عملية انتقال السلطة من الرئيس السابق إلى الرئيس الجديد وأرقام ضحايا العنف والخسائر الاقتصادية والتحرك الخليجي الذي لعب دوراً محورياً على صعيد احتواء الأزمة والحد من تفاقمها وإقناع الفرقاء بأفضلية الخيارات السلمية في تسوية الخلافات والانقسام الناتج عن الصراع على السلطة, فإن هذه الصورة التي رسمها الإعلام في أذهان الناس بعد عدة أشهر من اشتعال ذلك الربيع وتوقيع الفرقاء على المبادرة الخليجية لم تكن سوى صورة مخادعة ومباينة لحقيقة الواقع اليمني وتعقيداته وحجم التصدعات والتشققات التي يعاني منها والجروح النازفة والغائرة في داخله, لذلك كان من الطبيعي أن يتفاجأ البعض ممن بنوا مواقفهم وتصوراتهم استناداً إلى تلك القراءة المغلوطة أن البلد الذي بدا سبّاقاً في اختيار المسار الصحيح لتجاوز أزمته هو من يظهر اليوم وبعد 3 سنوات من جائحة الربيع العربي بوصفه الحلقة الأضعف من بين مجموعة الدول التي تعرضت لتلك الجائحة, فالأوضاع في البلاد لم تتغير كثيراً إن لم تكن قد ازدادت سوءاً والتهاباً بارتفاع معدلات الفقر والبطالة وسموم الفتن والانقسام بين قوى النفوذ والهيمنة التي تتصارع على مغانم الحكم ومكاسب السلطة دون أن تهتز لها شعرة تجاه شعب داخ بالحروب ويكاد الإرهاب أن يجهز عليه إن لم ينفجر به وبناسه.

لا تكمن الإشكالية في اليمن في تعدد مراكز النفوذ المتصارعة على السلطة والهيمنة وإنما أيضاً في ضعف وهشاشة الدولة وهو ما أسهم في عرقلة عملية التغيير التي خرج اليمنيون للمطالبة بها وإعاقة إنجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية في مواعيدها لتدخل البلاد في فترة انتقالية ثانية تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني بغية استكمال المهام المؤجلة وإنجاز الدستور الجديد وبدء إجراءات الانتقال إلى النظام الاتحادي الذى جرى إقراره كبديل عن الدولة الموحدة التي أصبح بقاؤها في صورتها الحالية غير ممكن في نظر بعض السياسيين بعد أن برزت إرهاصات متعددة لنزعات انقسامية وانفصالية في الجنوب تحديداً وخرجت إلى السطح قوتان جديدتان مدعومتان بمشاريعهما واللتان تبحثان من خلالها عن دور تلعبانه في مستقبل اليمن وتتمثل هاتان القوتان بالحراك الجنوبي الذي يتهم الدولة الموحدة بإقصاء وتهميش الجنوب فضلاً عن حركة الحوثيين التي باتت تسيطر على مناطق واسعة في شمال الشمال وتسعى إلى فرض أجندتها المدعومة من إيران وجني النتائج المحتملة عنها.

وبناءً على كل هذه المعطيات فليس بوسع احد تحديد الأفق الذي يتجه نحوه اليمن وليس من احد قادراً على التنبؤ بمستقبل هذا البلد, كما انه لا احد داخل اليمن نفسه قادر على تحديد اتجاهات ذلك المستقبل والأمر هنا ليس تشاؤماً أو تفاؤلاً بل هو مجرد حدس لوقائع تجري أمام أعيننا تفيض بالمصاعب البنيوية والهيكلية والمفردات الكفيلة بان تقلب بلداً رأساً على عقب وتنغص حياة أمة بكاملها, فما بالك إنْ اجتمعت معاً كل تلك المصاعب في لحظة زمنية واحدة وفي بلد خاض خلال ثلاثة عقود أكثر من سبعة حروب ويصل تعداد قطع السلاح في داخله أكثر من ثلاثة أضعاف عدد سكانه.

ومع كل ذلك يبقى الأمل في استشعار العقلاء في هذا البلد بان العبور إلى المستقبل الآمن والمزدهر لن يتحقق إلا من خلال وحدة جميع اليمنيين وتماسكهم وقيامهم- سوياً- بملء الفراغات التي تتسلل منها مشاريع الفوضى والخلايا الإرهابية المتنقلة لضرب مقومات الاستقرار والتنمية. فان تلك هي البداية للتصالح مع الذات والعقل والتصالح مع الوطن والانتقال به إلى ضفة السلام والأمان والرخاء.

الرياض السعودية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد