يتعرض الكثير من الناس للقلق بخصوص النوم. حيث يصرفون مبالغ طائلة من المال في محاولة منهم ليناموا أكثر أو أقل. والمؤسف أن تلك الجهود المضنية التي يبذلونها للتعامل مع مشاكل النوم ومتاعبه كثيراً ما تجعل المشكلة المعينة أسوأ مما كانت عليه لأنهم محاطون بمفاهيم خاطئة حول الموضوع.
على الرغم من أننا نصرف ثلث حياتنا تقريبا ونحن نائمون أو نحاول النوم إلا أننا لا نعرف عن هذا النوم إلا القليل، وما هو أكثر سوءاً من ذلك, أن الكثير مما نظن أننا نعرفه هو خاطئ. وقد ظل النوم حتى العقدين الماضيين مليئاً بالغموض والتكهنات. ولكن حدث مؤخراً من الأبحاث والاختبارات حول النوم ما نتج عنه العديد من الاكتشافات المثيرة الساحرة والحلول المدهشة والمبشرة بالخير.
والغريب في الأمر أن أكثر الأسئلة إثارةً حول الموضوع هو: لماذا ننام؟. ولم نتوصل إلى الإجابة عليه بعد.
يحدث خلال النوم كما جاء في تقارير الخبراء أن الجسد يتخلص من أوساخه ويقوم بأعمال الصيانة والتصليحات ويخزن الطاقة لمجهودات اليوم التالي, يبدو هذا الذي يقولونه معقولاً، ولكن لا وجود أبداً لما يثبت صحة القول. لم يظهر من أية دراسة علمية أن الجسد يحتاج إلى النوم حتى يبقى موفور الصحة والعافية, فهناك حيوانات لا تنام أبداً, أما البشر فيحتاج معظمهم إلى فترة نوم تتراوح بين ست وثمان ساعات كل يوم, وهناك عدد قليل من الناس ينامون ساعة أو أقل من ساعة يومياً ومع ذلك فهم يعيشون وهم على أفضل ما يرام.
لقد كان الاعتقاد الواسع الانتشار والقائل إن للنوم ضرورةً جوهريةً بالنسبة للصحة العقلية وأن الحرمان من النوم يؤدى إلى انهيار عقلي لم يثبت العلماء صحة هذا الرأي أبداً حتى الآن.
على صعيد أخر توصّل العلماء من خلال الأبحاث والاختبارات إلى فيض من المعلومات حول اضطرابات النوم ولا سيما الأرق على وجه الخصوص خاصة في مجتمعنا اليمني.. تلك الاضطرابات يمكن أن نتطرق إليها بشكل مختصر والتي تنحصر في الآتي:ـ
1ـ الأرق النفسي والأرق والكآبة.
2ـ العقاقير وخاصة التعود على تناول الحبوب المنومة والمهدئة.
3ـ العادات الخاطئة مثل عدم الالتزام في مواعيد النوم واليقظة أو مشاهدة أفلام مثيرة ومرعبة والتعود على النوم لفترة طويلة أثناء النهار، وكذلك تناول المشروبات المنبهة قبل النوم مثل القهوة والشاي والكولا والشوكولاتة كذلك الإفراط في الطعام مساء أو عدم تناول وجبة العشاء وترك المعدة فارغة وكذلك القيام بتمرينات رياضية شاقة وعنيفة قبل النوم.
4ـ المشاكل البيولوجية: مثل الإفرازات البيولوجية والحرارة وضغط الدم.
5ـ اضطرابات طبية: مثل مشاكل الجهاز التنفسي والأحلام والكوابيس المخيفة والإصابة ببعض الأمراض الباطنية مثل الإمساك والإسهال والغازات.
6ـ "التخزين" تعاطي القات حتى وقت متأخر من الليل لان القات آثاره ضارة بسبب تأثير المواد المنبهة والمنشطة التي يحتويها القات مثل" التنين والامفيتامينات" والتي تؤدى إلى الانتعاش وزيادة اليقظة أو القدرة على السهر لساعات طويلة, بالإضافة إلى الآثار السلبية والأضرار الصحية والبدنية والنفسية والعصبية للقات وتأثيرات جسمانية عدة.
د. عبد السلام الصلوي
لا تستطيع النوم؟..لماذا؟! 1395