قبل أن أخلد إلى النوم دائما ما يخطر في بالي أشياء أفكر فيها ولو لدقائق بسيطة، فذات ليلة بينما كنت نائماً أنا وصديقي, خطر في بالي سؤال فقررت أن أسأله، ناديته وسألته بماذا تفكر يا صديقي؟ فأجاب أفكر في الزوجة والمال والسكن.. الخ, بعد أن انتهى من إجابته رد علي نفس السؤال وسألني بماذا تفكر أنت؟ قلت يا صديقي العزيز أنا أفكر في أشياء كثيرة جداً، أوافقك في ما تفكر فيه من زواج وبيت ومال و لكن ما أفكر به مراراً وتكرارًا هو حال أمتنا الإسلامية وما يكسوها من ضعف وهوان وتكالب وتآمر.
اه.. من زمن يا صديقي، زمن لا يرحم، زمن لا تهمه كرامة الإنسان ولا بلده وماله، يا إلهي من زمن قل فيه رجال الإيمان وكثُر أهل الفساد والظلم والطغيان، لكن جُل ما أفكر فيه هو أمن واستقرار وطني - بنهضته - باقتصاده - بثقافته - بحضارته وما يحدث لها.
- أفكر بديني الذي يتعرض للتشويه من خلال المتشددين والاقتتال الطائفي والمذهبي وتكفير كل جماعة للأخرى.
-أفكر بجيراني كيف يقضون الأيام والليالي من شدة وغلاء المعيشة وخصوصا في ظل الأوضاع الراهنة وازدياد البطالة والفقر.
- أفكر بالفقراء والمساكين والضعفاء وخصوصاً إخواني المهجرين من أراضيهم والمشردين من أوطانهم كيف يلتحفون العراء ويغطون أجسادهم من ألم البرد الذي لا تستطيع أجسامهم تحمل البرد وشدته ومن خلال عدم توفر الأغذية والأطعمة التي تساعد الجسم على ذلك، وليست سوريا عنكم ببعيد فهي تعتبر جزء من وطني العربي.
- لكن هل يا ترى لو كل واحد منا فكر بذلك هل سيبقى الوطن على ما هو الحال عليه، هل يبقى جارك جائعاً متعففاً من الفقر والجوع، وهل سيبقى في مجتمعنا وجوداً للفقر والجوع والجريمة.
لو كل واحد راجع نفسه ما يجب عليه تجاه ذلك لكانت الدنيا بخير.. حفظ الله اليمن وأهلها من الجوع والبرد والمخافة ،والله من وراء القصد.
أمجد الحمزي
بماذا أفكر..؟ 1207