صدر اليوم قرارٌ جمهوري, تضمن تعديلاً وزارياً لخمس حقائب وزارية في حكومة (الوفاق الوطني), وتعد من أهم الوزارات السيادية والخدمية, (وزارات: الخارجية والمالية والنفط والكهرباء والإعلام). إضافة إلى تعيين وزير الكهرباء الجديد , ووزير الاتصالات الحالي, كنائبين لرئيس الوزراء.
كما تضمَّن القرار تعيين محافظٍ جديدٍ لمحافظة الحديدة , ومديرٍ لمكتب رئاسة الجمهورية , وأمينٍ عامٍ للرئاسة,. وكذا نائبين لوزارتي المالية والإعلام.
بالنسبةِ للتعديل الوزاري فقد كان متوقعاً, أما (المفاجأة الكبرى), وفقاً للعُرف الرئاسي اليمني , وللثقافة السياسية السائدة في بلاد اليمن؛ فقد تمثلت في غياب (ترضية) وزير الكهرباء المُقال!
حيثُ إنه الوزير الوحيد الذي لم يتم ترضيته بمنصب بديل, أسوةً بزملائه الوزراء المُقالِين! فقد تم ترضيتهم بتعيينهم في مناصب بديلة, سواءً كأعضاء في (مجلس الشورى), أو سفراء بوزارة الخارجية, أو حتى مُحافظين. أما محافظ محافظة الحديدة السابق, فلا يحتاج لترضية؛ إذ إنه سيعود إلى منصبه السابق كأحد نواب مجلس النواب (الكهل), وكذا وزير الإعلام , فهو عضو مجلس نواب!
وفي هذه المناسبة (التغييرية والتعديلية), إذ أهنئ المُعَينين الجدد وكذا المنقولين , فإنني أعلن تضامني الكامل مع وزير الكهرباء السابق؛ جراء تجاهل (القرار الرئاسي) لعدم ترضيته بمنصب بديل, وإخلاله بـ(مبدأي المساواة وتكافؤ الفرص), فالقرار لم يساوه بزملائه المنقولين إلى مناصبَ جديدة!
إنني أشد من عضدك؛ فقد تعرضت لـ(دونيةٍ سياسية)! بل إنَّ هذه (الدونية السياسية) التي ارتكبها (القرار الجمهوري) بمثابة انتهاكٍ لمبدأي التوافق و (الشراكة) , واستمرارٍ للتقاسم والمحاصصة الضيقة!
إنَّ هذا التعديل الوزاري الجديد, هو استمرارٌ لمفهوم (لعبة الكراسي الموسيقية), التي أدمنها حكامنا السياسيون ردحاً من الزمن! وهي لعبةٌ أقرب إلى (رقصة البَرع اليمني المشهورة).
إنَّ أجمل ما في هذا التعديل, أنهُ قد منح اليمنيين واليمنيات فرصة (تعدد الشكاوى)؛ فإن انقطع التيار الكهربائي(مستقبلاً),فإنه يمكن لكم الشكوى بوزير الكهرباء إلى ( نائب رئيس الوزراء ووزير الكهرباء نفسه). أما في حالة استمرار بطء خط الإنترنت ورداءة الاتصالات, فها قد تيسرت لكم ولنا فرصة الشكوى بوزير الاتصالات إلى (نائب رئيس الوزراء ووزير الاتصالات ذاته)!
وإذا انتقلنا من أسلوب التهكم والسخرية إلى الجدية والتقويم, يمكن القول إنه تعديلٌ جمع بين التخصص والخِبرة, (بل والخُبرة) أحياناً, ــ بضم الخاء! ــ وبين التقاسم والمحاصصة والاستئثار الحزبي! وبين الإرضاء والإقصاء!
فعلاً , ألف مبروك لقد حُلت مشاكلنا, وتم (توسعة مجلس الشورى) وتنامى عدد سفرائنا بوزارة الخارجية من غير المتخصصين, ودخلنا عصر الترضيات, ولو في إطار ذوي النفوذ!..
ختاماً, أيها الحاكمون والمتقاسمون, هنيئاً لكم بـ(قراراتكم, وشوراكم, وحكمتكم), أما الشعبُ, فإنَّ لهُ شباباً ينصرونه ويذودون عن مصالحه.
والسلام ختام.
د. محمد الظاهري
مفاجأة التعديل الوزاري! 1601